3..

كانت الأرض قد بدأت بالعد التنازلي، حينما كان العروسان يتجهزان لالتقاط صورة العمر..

2..

ماجد يستعد لاستقبال طفلته بعد سنوات..

1..

سحر تقوم بواجبها في إطفاء حريق في الميناء..

انفجر الضمير أخيراً..

مُغيباً سنوات وأحلاماً، وألسنة غبار حصدت خيوط الشمس والسنا والأمل والأطفال، فهذا ليس فيلم خيال علمي، إنه وصمة عار على صدر الضمير، ولسان حال ما جرى ويجري في بيروت اليوم، بيروت الحلم والجمال، بيروت التي كان يغفو البحر على كفيها، وتنسجم معه في خلود أبدي، بيروت التي ما زالت تلملم شعث ذهولها وسط ما حدث، من إهمال وتراخٍ، بيروت التي أصبح ثراها جثثاً ودماءً، والذهول حرز «أرزٍ» معلقاً على تلابيبها، كوصية رحيل، ضمير ميت أرخى سدوله على يوم روتيني، لتغدو بعده الأيام سلسلة من الرعب والدمار والخوف والانتظار، على هشيم الأمل، ووقع الألم..

فهل تعفو عنا ضمائرنا؟..

سؤال طرحته في عمود سابق، سؤال مُلحٌّ جداً في زمن الظلم، فما يتراكم كل يوم داخلنا، من القسوة والهمجية، من الحزن والكبت، من ظلم الإنسان للإنسان، قنبلة موقوتة تكبر داخلنا، حتى تحين ساعة الصفر لينفجر معها كل شيء، ننفجر لنخسر سكينتنا، لنلوك حروفاً لا تعرفنا، ولا يعود شيء كما كان، كبيروت التي انفجرت من غضب إهمال تراكم في قلبها سنوات، هنا يستفزني السؤال مرة أخرى.. لأصحاب الحل والعقد، الذين لم يقرأوا طالع الألم يوماً على شواطئها، ولم يسمع أحد أنينها، لتلك السفن التي غادرت ميناءها تاركة قبلة الموت على جبينها.. لكل الذين تخلوا عن أقوالهم، وتخلت عنهم أفعالهم..، هل ستعفو عنكم ضمائركم؟

كانت بيروت من ضمن العواصم التي أتطلع لزيارتها يوماً، واليوم أرسل إليها من أرض الإمارات حضن أمل، لعل كلماتي تؤنس المدينة المكلومة، لترقص على «دبكة» الضمير.. رقصة أبدية..!