حكاية حلم..

ت + ت - الحجم الطبيعي

(1) قبل أكثر من 40 عاماً.. بدأت الحكاية:

كانت وليدته بين يديه طفلة صغيرة، نسج الأمل مهداً لها، كنفها من عواصف النهوض الأول، كانت حلمه القادم، كانت الموارد قليلة، لكن الطموح أكبر، فتح كتاب الحلم، نسج طالع المستحيل، علقها كتمائم أمل لن يأفل، كبرت طفلته سريعاً، لتربت على حلمه الذي كان ينسجه طويلاً، ارتوت من كأس العزة طموحاً أبدياً، بقي يكبر معها ليعانق الأفق.

(2) جالساً أمام الحلم، يناظره بعين أمل، وعين ترقب، حوله الكثير من العلماء، كان همه صادقاً، كان الفضاء حلماً يراوده مع مولد ابنته، منذ بزوغ فجر الاتحاد، لينسج رؤية وطنية، محركاً دفة العلم نحو فضاءات أوسع، لتكون ابنته فوق الثريا في زمن كان هم الناس الصراع فوق الثرى، من كان يفكر مثله، وطفلته لاتزال في مهدها الدافئ، من كان كمثل زايد، والخبراء بيأس يزفون له خبراً أن صحراءنا لن تنبت يوماً، ليحفر الأرض بيده، ويتوسد الثرى، وكأنه يهمس للأرض «فكلي واشربي وقري عينا»؟، من كان كزايد وهو يعمر الأرض ويفكر بغزو الفضاء، لتكون طفلته الوليدة سباقة في كل المجال، في وقت كانت الدول همها الشاغل المال والبترول؟

(3) لقد صدق الوعد، فالوليدة كبرت، «الإمارات» أصبحت شامخة، قلبها في الأفق، وروحها تلف السماء، لقد كبرت، لتحقق حلم بانيها الحكيم، والدها الذي كان الفعل العظيم ديدنه، أنجبت الأخيار، امتلأت روحها بالعقول النيرة والقادة الحكماء، مآثرها العظيمة سمع بها القاصي والداني، أصبحت تجوب الفضاء، وحلم زايد تميمة أمل تلف روحها.

(4) في وقت تحاصر العالم أوبئة وحروب، لم تلتفت الإمارات للعوائق، فصناعة الإنجاز دأبها، و«أمل» زايد يعرج للفضاء، لنثبت للعالم أنه ليس في قاموسنا كلمة «مستحيل»، فمسبار الأمل يشق طريق الحلم، فهنيئاً للفضاء بحلم زايد، وهنيئاً للعرب بصنيع أبناء زايد.

 

Email