ساعة الصفر..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

خبر عاجل:

«عُقدت اليوم إحاطة إعلامية تم الإعلان فيها عن الوصول إلى صفر حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد، كما ودعت مستشفيات الدولة آخر مريض تعافى من الفيروس، اليوم تنتصر الإمارات للشعب، وينتصر الشعب للإمارات، دمتم والوطن بألف خير».

ربما كنا ننتظر هذا السيناريو الخيالي منذ بدء الأزمة، منذ أن جثم كورونا على تُخوم حياتنا، ليخطف عزيزاً أو يرهق صديقاً، كإنفلونزا عابرة كان يظنها بعض الناس، ولم نصحُ من غفلتنا إلا بعد أن أصبحنا بين الجدران، ننظر من شرفاتنا للشوارع الخالية، نتذكر الأمور السمجة التي اشتقنا إليها، ومشاوير السوق والتبضع بلا رائحة معقم نفاثة..!

شهور مضت، وبرامج التعقيم لم تتوقف، وعيون ساهرة لم تذق طعم الراحة، وأطباء لم يعانقوا أبناءهم، وقيادة حكيمة تتابع بعزم وحزم مجريات الأمور، لتتوج هذه الجهود بالإعلان لأيام متتالية، أن حالات الشفاء أصبحت ضعف أعداد الإصابة، وانتهاء برنامج التعقيم الوطني، والسماح للمواطنين بحرية التنقل بلا قيود، كانت الفرحة غامرة، ومن شرفة منزلي رأيت من يحتفل بعد الإعلان بالخبر في الشوارع.

ولكن لنتوقف لحظة، ولنُبصِر أنه بعد شهور الأزمة هذه علينا أن نعي جيداً ما قامت وتقوم به الدولة من جهد عظيم، وأن كل الظروف الاحترازية التي ما زالت الدولة تشدد على المواطن والمقيم باتباعها قائمة، يبدو أن البعض منا تهاون كثيراً، فأقيمت التجمعات العائلية في المنازل والمزارع، أصبحنا نشاهد البعض من دون كمامات في مراكز التسوق، متجاهلين شهور العزلة، مُحتفينَ بالجهل والاستهتار!

لنتوقف لحظة فقط، الإمارات بحاجة لوعينا وتكاتفنا لنصل إلى ساعة الصفر.. ساعة اجتثاث كورونا، فالمُواطَنة الحقيقية تبرز في الشدة قبل الرخاء، والقيادة راهنت على شعب واعٍ، شعب سيتعايش مع الأزمة بحذر.

صبرنا أشهراً.. ألا يستحق الوطن أن نصبر أكثر..؟!

 

Email