في عينه اليمنى وطن، وفي اليسرى شعب، وعلى يديه تتحدث الأفكار، وفي قلبه نزال لا يأفل أبداً، تخالجه الخواطر «أننا سنمضي.. وسنكسب الرهان»، يلوح بيده للشعب، مرسلاً رسائل أمل، لسان حالها يقول «لا تشيلون هم».

هكذا يطل علينا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، متسلحاً بالأمل، واثقاً بأن الإمارات ستكسب الرهان، مبتسماً، لتربت ابتسامته على الوطن كله، كعيدية العيد .. الذي يطل علينا مختلفاً هذا العام.

العيد الذي أعرفه منذ صغري، يبدأ برائحة عود معتق، يملأ أرجاء البيت، فرحة تتجلى في أجمل الحلل، والمعايدات التي تنبع من القلب، وأصداء تكبيرات العيد التي تملأ المكان، وبهجة العيدية المرتقبة، وزيارة الأهل والأصدقاء، والإبداع اللامتناهي في سفرة العيد، لكن عيدنا هذا العام، استثنائي جداً، ليس لأن «كورونا» العنيد ساهر على تخوم فرحتنا، لكنه أيضاً تحدٍ، يكمن في أن نصنع فرحتنا في منازلنا، في ظل هذه الظروف الاحترازية، متباعدين جسدياً، تعبر تهانينا برامج التواصل عن بُعد، نلوح بالحب للقريب والبعيد، ونعلم أبناءنا أن هذا الوقت سيمضي، وأن أعيادنا التي عرفناها دوماً، ستعود، بنا وبعزيمتنا.

عيدنا هذا العام، سيبرهن أنه، وبالتزامنا، سنعبر ضفاف الصعاب، سنتذكر دائماً وبعد فترة وجيزة من النصر، بإذن الله، أنه كان لنا دور عظيم في اجتثاث هذا الخطر، أننا ضحينا بعاداتنا في العيد، من أجل الإمارات، من أجل تلك العين الساهرة، التي لا يغمض لها جفن، من أجل الطواقم الطبية التي تواصل الليل بالنهار، ليكون شعب الإمارات بخير، لنعود لحياتنا، لنضم أحباءنا من جديد، لنشعر أننا شعب صنع من المستحيل ممكناً.. وأن ثقة القيادة بنا لن تخيب أبداً..

حباً بالإمارات.. لنصنع فرقاً، ولنبقَ في منازلنا.. فهذه عيدية الوطن.