جوائز

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهر مارس يبدو جميلاً وهاماً وبلا نهاية، بما فيه من مناسبات للطفولة والأمومة والسعادة، إلى يوم للشِعر العالمي، ويوم للمياه، ويوم للحق، ويوم إحياء ضحايا الرق.

إلى مناسبات تقديرية في دولتنا تم الإعلان عن نتائج بعضها، مثل الجوائز العديدة التي تمنحها مؤسساتنا إلى مجموعة من المبدعين اعترافاً بتميزهم، مروراً بتتويج شخصية عامة وفاعلة وبالتالي مستحقة، بهدف تعزيز وجوده بعد ما قدم من عطاء وأعمال عديدة كرسالة راقية موجهة إلى الجمهور.


هذه الجوائز السنوية التي تم تأسيسها وتفعيلها، يتم تقديمها إلى شخصية عادة ما تكون عامة، ليعد هذا اعترافاً بجودة أعماله التي أثرت على حياة الآخرين خلال مسيرته، وبالطبع لهو عمل مرموق ويستحق على ذلك هذه الجائزة الحقيقية في تقديريها المعنوي، وبغض النظر إن حملت الجائزة بعض المال كي يمنح للمتلقي، لكنها ليست فضلاً أو إحساناً أو تبرعاً كما يعتقد البعض، بل هدية لمن أحرز الكثير، وانتصر بها.


ولدينا في الإمارات عدة جوائز تقديرية للشخصيات العامة، وقد تم الإعلان عن جائزة العويس للإبداع، بنشر أسماء الفائزين بها وفي جميع فروعها التشجيعية، وعلى ذلك تم الكشف عن شخصية العام الثقافية للجائزة، وقد نالتها بجدارة الشيخة بدور القاسمي خريجة كامبردج، لدورها الثقافي المميز، أهمها برأيي إصدار القصص ذات الجودة العالية للأطفال وباللغة العربية، حيث أصدرت حتى الآن «مجموعة كلمات» أكثر من 175 كتاباً، بالإضافة إلى دورها المغاير في الإنشاء من خلال هيئة شروق في بناء صحراء مليحة الأثرية بالشارقة، مروراً بمشاريع ثقافية وتنموية أخرى...


كما أعلنت جائزة خلف بن أحمد الحبتور الهامة رغم حداثتها، عن فوز الأمير والشاعر خالد الفيصل أمير مكة لدوره الكبير في تغيير الحياة الثقافية، من مهرجان عكاظ الشعري، وتنمية السياحة في مكة وتطويرها، ولمساته الكبرى في الطائف، وتأسيسه لنادي أبها الأدبي، وترسيخه لجائزة الملك فيصل العالمية، وتأصيله للمناهج، ودوره في تشجيع للفنون...


هذا بعد أن منحت جائزة الحبتور العام الفائت للفنان الكويتي المميز عبد الحسين عبد الرضا قبل وفاته بأشهر، لتصبح لفتة تقييمية هامة للجائزة. بلا شك أن قيمة الجائزة المرموقة تتوقف عند هوية الفائزين بها والمنجز المحقق لهم، لتعترف الجائزة بهم بعد معاييرها وعملية التحكم المناسبة.


عادة قائمة الجوائز تصدرها الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة، وهذه مساهمة مشرقة لتكريم كبار المتطوعين من الأدباء والفاعلين الذين يخدمون ويساهمون سواء بشكل فردي أو مؤسسي، هذه الجوائز بما يصاحبها من كأس أو شهادة أو ميدالية. تبقى بقيمتها المعنوية مُحركة وحافزة.


وأخيراً تبقى الجائزة هي من تبحث عن المبدعين وتكتشفهم، هذا النوع من الجوائز يصبح ذات ثقة مع الوقت، فهناك شخصيات مسؤولة وبقلوبٍ وَضَّاءَة تحتاج الالتفات لها لدورها الحقوقي والإداري والإنساني والمعرفي. هذه الأدوار المُزهرة تكتب تاريخاً وأسئلة جديدة، كما تعكس مثالاً مناسباً.


 

Email