دمج الشباب في المجلس الوطني الاتحادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلق وسم «الحوار الوطني للشباب»، أخيراً، كدعوة للشباب في جميع أنحاء الدولة لتبادل الآراء والمقترحات حول ما يمكن للحكومة القيام به لتمكين وزيادة دورهم في تشكيل مستقبل البلاد.

ويتواصل إمداد شباب الإمارات، بصفة يومية، بفرص جديدة تمكنهم من التفوق في مؤسسات مختلفة وعبر مختلف المجالات. بيد أنه من الأهمية بمكان زيادة التركيز على المشاركة المدنية للشباب الإماراتي في الدولة، لا سيما عبر المجلس الوطني الاتحادي، وذلك بأن يكون لهم صوت داخل السلطة الاتحادية ذاتها. وسيسهم إبراز أهمية المشاركة المدنية للشباب الإماراتي في تعزيز دورهم في بناء مستقبل الإمارات.

يعد المجلس الوطني الاتحادي، الذي أنشئ بموجب الدستور، إحدى السلطات الاتحادية الخمس في دولة الإمارات، وقد جرى افتتاح أولى جلساته في الثاني من ديسمبر عام 1972، مع تفويض رسمي لإجراء نقاش حول سن القوانين. ويتألف المجلس من 40 عضواً، يتم انتخاب نصفهم عبر نظام المجمع الانتخابي، أما النصف الآخر فيتم تعيينهم من قبل دواوين الحكام في الإمارات السبع.

ويعد دمج الشباب في شؤون المجلس الوطني الاتحادي خطوة مقبلة حيوية، نظراً لأن المستقبل الذي يناقشه المجلس هو الواقع الذي سيعيشه الشباب الإماراتي يوماً ما. ومن هنا، يتعين على المجلس النظر في اعتماد برنامج يكون كجسر بين مصالح جيل الشباب وتطلعات السلطة الاتحادية.

بمقدور المجلس الوطني الاتحادي للشباب، بصفته برنامجاً مقترحاً، تبني هيكل التصويت والإدارة والإجراءات ذاتها، تماماً كما في المجلس الوطني الاتحادي. وسيساعد البرنامج في تقديم جيل الشباب للإدارة الداخلية للمجلس الوطني الاتحادي، فضلاً عن منحهم منصة لمناقشة القضايا التي يتناولها المجلس على أساس يومي. ويبدو مثيراً للاهتمام مدى اختلاف آراء الشباب، أو تشابهها، بالنسبة إلى المواضيع التي تناقَش في المجلس الوطني الاتحادي.

بوسع المجلس الوطني الاتحادي للشباب أن يحذو حذو ما حققته المبادرات الدولية لـ «نموذج الأمم المتحدة»، وذلك بشكل ناجح، في جميع أرجاء العالم، فهي تعرض الهيكل والأداء العملي لكيان أو منظمة سيمثل الشباب، مستقبلاً، جزءاً منهما، ويلعب دوراً في قيادتهما. فما إن يتم اختيار 40 عضواً من المجلس الوطني الاتحادي للشباب، حتى يبادروا بأداء مهامهم إلى جانب أعضاء المجلس الوطني الاتحادي.

كما أنهم سيسجلون حضورهم في مناقشات أسبوعية مع أعضاء آخرين، ثم يعقدون اجتماعاتهم بأنفسهم لمناقشة القضايا من وجهة نظر شابة. وبعد إجراء مناقشات هامة، يمكن للمجلس الوطني الاتحادي للشباب تقديم تقرير للمجلس الوطني الاتحادي، الأب، بهدف تبادل الآراء فيما بين أعضاء السلطة الاتحادية.

إن إطلاق وتطوير مثل ذلك البرنامج سيعمل على زيادة توعية الشباب فيما يتعلق بالقضايا الأكثر إلحاحاً في دولة الإمارات، ويتعين تمكينهم من تقديم حلول تتعلق بالتحديات التي تواجه المجلس الوطني الاتحادي.

سيحظى الشباب الإماراتي بفرصة للانخراط في الحوارات البناءة التي تجري في محيط مناقشات المجلس الوطني الاتحادي، ناهيك عن المناقشات الوزارية، في حين يمثلون، في الوقت ذاته، دور دعاة لشؤون السلطة الاتحادية في أوساط الشباب.

في الواقع، ستسهم جهود الدفع لزيادة مشاركة الشباب الإماراتي في المجتمع المدني عبر المجلس الوطني الاتحادي في تدريب مرشحي المستقبل، بشكل فعال، والأهم من ذلك، المساعدة في بناء جيل واعٍ، بشكل أكبر، فيما يتصل بتطلعات بلاده الاجتماعية والوطنية والاقتصادية، فضلاً عن احتياجاتها ومراحل نموها.

Email