أنا إبريق الشاي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنا إبريق الشاي.. إيدي كده بوزي كده.. أصب الشاي وأرجع كده، هي أغنية قديمة للأطفال، غناها الفنان المصري الراحل سيد الملاح. الأغنية تتحدث عن إبريق الشاي، الذي يتم تحريكه من يده فلا حيلة له ولا رأي أو إرادة في فعل يقوم هو به، فهو المفعول به أبداً، وليس الفاعل.

ألهمتني الأغنية قبل فترة لكتابة قصة قصيرة بالعنوان نفسه، تتناول فكرة التسيير والتخيير في حياتنا، وأبعادها وتأثيرها إن نحن أدركنا تلك الحقيقة الصادمة. إن نحن تمكنا من الوصول لمرحلة عالية من الوعي بالذات، وما يمكنها فعله والتحكم به، ترى ما هي النتائج.

كتبت قصة أنا إبريق الشاي ضمن مجموعة قصصية سيتم نشرها قريباً، بإذن الله، وتعد جديدة في الجوانب، التي تتناولها، والأساليب السرد التي استخدمتها.

تشرفت في ثالث أيام مهرجان الفن والأدب الخليجي الخامس، الذي انطلق يوم الأحد الماضي 29 مايو 2016 بأن تُمثل قصتي القصيرة »أنا إبريق الشاي« دولتي الحبيبة الإمارات العربية المتحدة، ضمن مجموعة من القصص القصيرة لنخبة من كتاب الخليج العربي.

تقوم الفكرة على أن يتم تحويل كل قصة قصيرة إلى مسرحية، ضمن رؤية إخراجية متميزة للأستاذ المخرج أحمد يوسف، مايسترو فريق عمل متكامل في إبداعه من ممثلين إلى فنيي إضاءة وديكور وصوت وتنفيذيين وإداريين منضمين، إضافة إلى البذرة التي بدأت كل هذا، الكتاب.

تم عرض المسرحيات على مسرح القصباء في إمارة الشارقة يوم الثلاثاء 31 مايو 2016 الساعة العاشرة صباحاً، والتي بدأت بمسرحية من الإمارات، واختُتمت بمسرحيتي أيضاً من الإمارات.

القصص القصيرة جاءت كالآتي: قصة غرق للكاتبة صالحة عبيد، وتُمثل الإمارات، قصة سقطت للكاتبة فيروز فوزي الحسن، وتُمثل المملكة الأردنية، قصة حاطب الخوف والغضب للكاتب عبدالله العنزي، وتُمثل المملكة العربية السعودية، قصة تعب وحب للكاتب حمزة البوحياوي، وتُمثل المملكة المغربية، قصة بسطة سعيد للكاتبة أمل السعيدية وتُمثل سلطنة عمان، وختاماً جاءت قصتي أنا إبريق الشاي التي تُمثل دولة الإمارات العربية المتحدة.

إن فكرة تجسيد القصة القصيرة على المسرح استعانة بفن الضوء والألوان وحتى صندوق الدنيا وأسلوب الحكواتي وفنون الإيحاء وغيرها هو جوهر ما تصبو إليه دولة الإمارات في عام القراءة، وما تمثله من فهمها العالي والراقي لاتحاد الفنون وتشابكها، بل وارتباطها بمزيج متجانس.

نحن اليوم نرى الكلمات، نسمع ونشاهد ما هو مقروء. بات للحروف أكثر من جسد الحبر والورق. الأدب اليوم في دولة الإمارات حياة متفردة، وعالم قائم بحد ذاته.

Email