«حتى لو يبقى شاعر واحد، هذا يعتبر صموداً للشعر» يجيب الشاعر الإماراتي حسن النجار على استفسار الإعلامية والكاتبة الإماراتية لميس يوسف إن كانت القصيدة ستصمد أمام الرواية في لقاء أُجري مؤخراً ضمن برنامج أبعاد ثقافية.

وفي مقالة بقلم الروائية السورية مها حسن، تتناول عدداً من عناوين المجموعات القصصية اللافتة والتي صدرت حديثاً، تقول: «ثمة اشتغالات خجولة على القصة القصيرة، والسبب الذي يجعلني أصفها بالخجولة، هو الجهد الإعلامي من جانب الكاتب، لقاء قلة الاحتفاء بالقصة في مجالي الإعلام والنقد، فتبدو القصة كأنها شبح أو ظل للرواية والشعر.»

تتحدث مها في المقالة ذاتها عن الجائزة التي أطلقها مؤخراً الملتقى الثقافي في الكويت بمبادرة من مؤسس ومدير الملتقى طالب الرفاعي وتبدو متفائلة بالدور الذي سوف تلعبه الجائزة في تحريك المشهد الأدبي نحو اهتمام أكثر تستحقه هذه الشقيقة المظلومة من بين الألوان الأدبية الأخرى.

إنما لمن يظن أن الرواية تعيش عصرها الذهبي بالمقابل، فهذه حقيقة مستبعدة أيضاً وعلى الرغم من التكثيف الإعلامي الذي تشهده، والذي يبدو أنه ورطها أكثر مما استفادت وأفادت.

يصف الناقد السعودي محمد العباس تأثير الجوائز على الرواية خاصة في ما يحدث من تراكمها وتهافت الإعلام عليها قائلاً: «أخطر منعطف تعبره الرواية العربية حالياً يتمثل في التلويح بالجوائز المالية الهائلة التي صارت تهدد بالفعل الخطاب الروائي العربي، وتبعد الروائيين عن قضاياهم المركزية، وعن مرجعية الإنسان.»

يرى محمد العباس أننا نشهد تردي الرواية سواء من ناحية المضمون والأداء الفني. أتساءل هنا وأمام هذا الاختلاف الكبير في موقف الأدباء والنقاد من الاهتمام الإعلامي واحتشاد الجوائز أو ندرتها في كفتي ميزان تحملان الكيان العظيم المخضرم للرواية في جهة ضد الشعر والقصة القصيرة وربما بقية الأصناف الأدبية في الكفة الأخف وزناً.

لا يوجد رأي محدد أو موقف واضح من تأثير الجوائز على الأدب، فبين مُطالب بزيادتها ومدرك لأهميتها يستشهد كثيرون بما فعلته وتفعله بين أوساط الكتاب الذين تهاجر أقلامهم نحو عالم الرواية، نجد في الجهة المقابلة من يستنكر هذا التهافت عليها بسبب الجوائز والذي يتسبب بتسطيحها.

أن لا نرى في القصة القصيرة مشروع بذرة رواية، وأن يعود للشعر حنجرته الصداحة، وأن تتمكن الرواية من التمدد في جغرافية القارئ دون الحاجة للفوز بجائزة هو أفضل ما قد يصيب المشهد الثقافي. ويبقى المجد للأدب.