وُلد الهُدى فالكائنات ضياءُ

ت + ت - الحجم الطبيعي

من حقك يا أمير الشعراء (أحمد شوقي) أن تعيش لليوم بقصيدتك عن (الهُدى) المولود روحاً لإضاءة الأيام، وجسماً لإبادة الأصنام، وإن كان قد مات قبل 1400 عام بحكمه (إنّك لميّت وإنهم لميّتون) .. إلاّ أنه وبأضوائه الروحية عاش يبعد الظلام عن الأنام إلى قيام يوم القيام.

وُلد كثير ومات كثير، يلدوا أكثر فيموتوا أكثر،.! .. وإن كنّا قد أغلقنا العام الرقمي 2013 الذي حوّل دنيانا إلى قرية صغيرة لمعايشة موكب جنائز مشاهير الكون من أوروبا لأفريقيا، من مارجريت تاتشر إلى نيلسون مانديلا ونحن لم نغادر غرف النوم والطعام وبركة السباحة.! .. فنحن ايضاً في منطقةٍ لاتبعُد زماناً ولا مكاناً من حيث وُلد ومات فيها، كسرى وأنوشيروان بفارس، قيصر الرومان بالروم، وفرعون مصر بأرض الكنانة، و (أحمد شوقي) الميت بمصر الذي إستشهدت ببيتيه، فإني لا أريد منه اكثر من البيتين، إلا أني أريد الميت الآخر بمصر (الدكتور مصطفى محمود) أريده حيّاً وميّتاً في مقال اليوم.!

ترى ماذا كان يحمل في جبّعته، هذا الذي كان يحمل إسمى (مصطفى ومحمود) في هويته.؟ .. ماذا أراد الرجل أن يقول ويثبت في لاءاته الإلحادية في شبابه وكهولته.؟ .. لماذا كان ينطق بنصف الشهادتين (لا إله) ولم يكملها (الاّ الله) .. و(محمدٌ) ولم يكملها (رسول الله).؟!!

أتكلم عن مصطفى محمود ما قبل كتابيه (حواري مع الملحد) و (رحلتي من الشك الى الإيمان)، وهو بدى لي وكانه نعجة مستنسخة (دولي) عن الشاعر الهندي محمد إقبال في قصيدته الإلحادية (الشكوى) قبل قصيدته الإيمانية (جواب الشكوى).!

ترى تلك النعاج المستنسخة تعمّدوا أم لم يتدبّروا ولو يوماً عاديّاً من يوميات الرسول الكريم، قبل هذا القدر من الضجيج والإفتراء على الدين الحنيف وعلى ذاته الكريم.!!!

لم تكن أنت يا مصطفى محمود، ولا غيرك في يومياتكم آنذاك بحاجة لتلسكوب أوروبي تريكم الرسول الكريم ورسالته السماوية السامية بجلاء.! .. إنه إنجلى بأم القرى ببساطة الفقر واليُتم والتواضع، لم تكن ضبابية الرؤية إلاّ بسبب ضعف النظر ممن عجزوا عن رؤية كمال البدر بالعين المجردة.!


1.    ألم تر في يومياته النظافة التي سنّنت فقه الطهارة في مجتمع البداوة والقذارة.؟ ..
2.    ألم تر غذاءه بتنظيم السعرات الحرارية المحددة بعدد التمرات الفردية سُنّةً، في مجتمع تلهم البطون بنهم: (الجراد والضفادع واللحوم الحمراء للثعالب والجمال والخيل والحمير والبغال.؟)
3.    ألم تر في يومياته التعطّر والتطيّب امام الملأ في مجتمع الرياح النتنة للجيف ونفوق الجثث؟
4.    ألم تسشتف منعه الثوم والبصل وهو خارج للصلاة في مسجده، ما قد تمنعك زوجتك وأنت خارج لإلقاء محاضرة في جامعتك؟
5.    ألم تر في يومياته جدولة التوقيت بالدقة عبر مواقيت الصلاة الخمس في مجتمع الارتجال والترحال (ونحن نعجز بالنت والجوّال)
6.    ثم ألم تر في يومياته الصحو الصباحي المبكّر في مجتمع الرقص وطبول الميدان والسكر وسهر الليال ونوم النهار.؟
7.    ألم تر تحول الكون من الطبّ الكيميائي إلى الطب البديل الصيني العشبي، فأين قراءتك لمقولة "طلب العلم ولو في الصين"، ثم أين أنت عن عيادات الطب النبوي في العالمين العربي والإسلامي.؟

أسئلة هادئة تبحث عن إجابات صريحة من النعاج المستنسخة على نسخة أفلاطون وأرسطو وداروين ممن نالوا الشهرة يوما بكتالوجات خالف تعرف، ومن دار في أفلاكهم في عواصمنا من جيل إلى جيل لعل مصطفى محمود ليس آخرهم، طالما له أبناء وأحفاد من بلاد لبلاد.

أخيراً، وطوبى لروح شاعر خانتني الذاكرة الوقتية إسمه، والذي استشهد بعطر كلماته مسك الختام:

من أينَ أبدأ ُوالحديثُ غـــــرامُ ... فالشعرُ يقصرُ والكلامُ ، كلامُ .

مـن أينَ أبدأ ُفي مديحِ محمـــدٍ ... لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقــــلامُ .

هو صاحبُ الخلق الرفـيـعِ على المدى ... هو قائدٌ للمسلمينَ همامُ .

هو سيـدُ الأخــلاقِ دون منافـسٍ... هو ملهمٌ ، هو قائدٌ، مقــــــدامُ .

ماذا نقولُ عن الحبيبِ المصطفى ... فمحمدٌ للعالمينَ إمــــــــــامُ .

مـاذا نقولُ عن الحبيـبِ المجتبى ... في وصفهِ تتكسرُ الأقــــلام
 

Email