سردية الاتحاد

ليست مجرد رواية تاريخية عن تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بل هي قصة وطن بُني على رؤية واضحة، وإرادة صادقة، وقيادة آمنت بأن الوحدة هي الطريق الأقوى لبناء المستقبل.

فقد جاء قيام الاتحاد في مرحلة مليئة بالتحديات السياسية والاقتصادية، إلا أن الآباء المؤسسين، وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اختاروا التعاون والحكمة بدل الخلاف، فأسسوا دولة تقوم على التفاهم والعمل المشترك.

قامت فكرة الاتحاد على احترام خصوصية كل إمارة، والعمل ضمن إطار وطني واحد.

لم يكن الهدف إلغاء الاختلاف، بل تنظيمه وتحويله إلى عنصر قوة. وقد أسهم هذا النهج في بناء الثقة بين القادة، ثم بين القيادة والمجتمع، فكانت هذه الثقة أساس استقرار الدولة واستمرار نجاحها. ومع مرور الوقت، تحولت سردية الاتحاد من قصة تأسيس إلى قصة إنجاز، شملت التنمية، وبناء المؤسسات، والتعليم، والصحة، والاستثمار في الإنسان.

ومع تسارع التحولات الإعلامية وتعدد مصادر المعلومات، برزت الحاجة إلى وجود مرجعية وطنية موثوقة تحمي قصة الاتحاد من التبسيط أو التفسير غير الدقيق، وتقدمها للأجيال بشكل واضح ومتوازن.

وانطلاقاً من هذا الوعي، أصدر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، قراراً بتشكيل «اللجنة الوطنية لسردية الاتحاد»، لتكون المرجعية الوحيدة المعتمدة لسردية قيام دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتُعنى اللجنة بتوثيق السردية التاريخية الدقيقة للأحداث التي سبقت قيام الاتحاد وأثناءه، وصياغة الوثيقة الرسمية المعتمدة لسردية الاتحاد، وضمان اتساق المحتوى الوطني والإعلامي والتعليمي مع مضامينها.

كما يجسد هذا القرار الدور المحوري للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس الدولة وترسيخ اتحادها، وترسيخ القيم التي قامت عليها الإمارات.

إن اعتماد سردية وطنية موحدة يعزز الهوية الوطنية، ويقوي الشعور بالانتماء، ويضمن نقل قصة الاتحاد للأجيال القادمة بصدق ووضوح. فالحديث عن الاتحاد هو حديث عن رؤية مستمرة، ومسؤولية وطنية، وقصة نجاح لم تنتهِ، بل تتجدد مع كل مرحلة من مراحل بناء.