تولي دولة الإمارات اهتماماً بالغاً بالهوية الوطنية، باعتبارها حجر الأساس الذي يقوم عليه كيان الدولة ووحدتها وتماسكها الاجتماعي. فالهوية الوطنية ليست مجرد شعارات أو رموز، بل هي منظومة من القيم والعادات والتقاليد واللغة والدين، التي تشكّل شخصية المواطن الإماراتي، وتحدد انتماءه وولاءه لوطنه وقيادته. ومن هذا المنطلق، جعلت القيادة الرشيدة في الإمارات تعزيز الهوية الوطنية، أولوية وطنية واستراتيجية مستدامة، تتجلى في جميع السياسات التعليمية والثقافية والإعلامية.
لقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في أكثر من مناسبة، أن الحفاظ على الهوية الوطنية مسؤولية مشتركة، تقع على عاتق الجميع، حيث قال سموه: «هويتنا الوطنية هي مسؤوليتنا جميعاً، والحفاظ عليها واجب وطني وأخلاقي». هذه الرؤية جعلت من تعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالموروث الثقافي مهمة أساسية في مسيرة التنمية الإماراتية، إلى جانب الانفتاح على العالم بروح من التوازن والاعتزاز بالذات.
تعمل مؤسسات الدولة على غرس قيم المواطنة في نفوس الأجيال الجديدة من خلال التعليم، إذ تتضمن المناهج الدراسية مواد تعرّف الطلاب بتاريخ الدولة، وإنجازات مؤسسيها، وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائم الهوية الوطنية على أسس الوحدة والتسامح والعطاء. كما تشارك الوزارات والهيئات الحكومية بالاحتفاء بالفعاليات والمبادرات الوطنية، مثل «يوم العلم» و«يوم الشهيد»، التي تعزز روح الانتماء، وتربط الأفراد بتاريخهم وتراثهم العريق.
وأما المؤسسات الإعلامية فتلعب دوراً جوهرياً في دعم الهوية الوطنية، ونشر الوعي المجتمعي. فالإعلام الإماراتي، بمختلف وسائله، يسعى إلى إبراز الصورة المشرقة للإمارات، ومكانتها بين الأمم، إلى جانب ترسيخ القيم الوطنية في نفوس المواطنين والمقيمين.
وإلى جانب الإعلام المحلي، تعمل الجهات الرسمية، كمجلس الإمارات للإعلام، ووزارة الثقافة، على وضع سياسات إعلامية متوازنة، تواكب التطورات العالمية، وتحافظ في الوقت ذاته على الثوابت الوطنية. هذا التوازن بين الأصالة والمعاصرة، جعل من الإعلام الإماراتي نموذجاً ناجحاً في بناء الوعي الوطني، وتحصين المجتمع ضد التيارات الفكرية السلبية.
إن اهتمام دولة الإمارات بالهوية الوطنية، يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تهدف إلى بناء مجتمع قوي متماسك، يعتز بماضيه، ويواكب مستقبله بثقة وفخر. فـ «هويتنا أولويتنا»، ليست مجرد شعار، بل نهج حياة، يجسد روح الاتحاد، ويضمن استمرار مسيرة العطاء والتميز للأجيال القادمة.