الإعلام وتعزيز الثقافة

يُعد الإعلام في العصر الحديث من أهم الأدوات التي تسهم في تشكيل الوعي وبناء المجتمعات، فهو ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار والمعلومات، بل أداة فاعلة في ترسيخ الثقافة ونشر القيم والهوية الوطنية.

فالثقافة هي مرآة الشعوب، والإعلام هو النافذة التي تطل منها هذه الشعوب على العالم، ليعبر عن فكرها وحضارتها وإنجازاتها. وقد أصبح للإعلام دور محوري في تعزيز التفاهم بين الأمم من خلال تسليط الضوء على الإبداع الإنساني والموروث الثقافي، ما يسهم في بناء جسور من التواصل الإيجابي والتقارب الثقافي.

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يحظى الإعلام باهتمام كبير باعتباره شريكاً أساسياً في النهضة الحضارية التي تشهدها الدولة، حيث أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، خلال منتدى الإعلام الإماراتي أن الإعلام هو أداة رئيسة لنقل ثقافتنا وقيمنا إلى العالم، ودوره لا يقتصر على التغطية الإخبارية، بل يتجاوز ذلك ليكون وسيلة للتأثير الإيجابي ونشر قيم التسامح والانفتاح والإنسانية التي تميز المجتمع الإماراتي.

كما أن الإعلام الوطني يسهم في تعزيز الانتماء لدى الأجيال الجديدة من خلال تسليط الضوء على تاريخ الدولة وموروثها الثقافي، وإبراز إنجازاتها في المجالات الفكرية والفنية والعلمية. و

مع التطور السريع للتكنولوجيا، بات لزاماً على المؤسسات الإعلامية أن تواكب العصر الرقمي وأن توظف منصاتها الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لخدمة رسالتها الثقافية، عبر محتوى مبدع وموثوق به يصل إلى جمهور واسع من مختلف اللغات والثقافات. فالإعلام الحديث أصبح يعتمد على الصورة والفيديو والتقنيات التفاعلية في إيصال رسائله، ما يمنحه قدرة أكبر على التأثير والإقناع.

ومن خلال هذا الدور المتكامل، يظل الإعلام ركيزة أساسية في بناء الإنسان الواعي والمثقف، وحارساً للهوية الوطنية في مواجهة العولمة الثقافية، وجسراً للتواصل بين الحضارات المختلفة. إنه القوة الناعمة التي تعكس وجه الأمة الحضاري وتنشر قيمها وإنجازاتها في كل مكان، لتبقى الثقافة القلب النابض الذي يمنح الإعلام معناه الحقيقي وهدفه الأسمى.