في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتعيد تشكيل خريطة العالم الاقتصادية والعلمية، تبرز الإمارات من جديد كقلب نابض للابتكار ووجهة عالمية للثورة الرقمية.
ومع انطلاق فعاليات «جيتكس جلوبال 2025» في مركز دبي التجاري العالمي، تتحول دبي إلى منصة فكرية وتكنولوجية تستقطب أكثر من 6800 شركة من 180 دولة، إضافة إلى 2000 شركة ناشئة، لتناقش وتعرض أحدث ما توصلت إليه البشرية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية والحوسبة الكمية والمدن الذكية.
يشهد المعرض هذا العام نقلة نوعية في مفهوم «السيادة الرقمية»، حيث تطرح مبادرات طموحة لبناء بنى تحتية وطنية مستقلة في الذكاء الاصطناعي، تتيح للدول والمؤسسات إدارة بياناتها وتشغيل نماذجها دون الاعتماد الكامل على الشركات العالمية.
كما يسلط الضوء على ثورة الخدمات الحكومية الذكية من خلال تجربة أبوظبي التي كشفت عن أول «خادم عام ذكي» يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم الخدمات للمواطنين بشكل استباقي دون تدخل مباشر، في خطوة تمثل قفزة في مسار التحول الرقمي الحكومي.
ولا تقتصر مخرجات المعرض على استعراض التقنيات، بل تمتد لتشكيل تحالفات اقتصادية جديدة بين الشرق والغرب، وفتح آفاق للتعاون في مجالات الطاقة الذكية والنقل المستدام والأمن السيبراني.
ومع تنوع الحضور من رواد الأعمال والمبتكرين وصناع القرار، يرسخ «جيتكس» موقعه كأكبر حدث تكنولوجي في العالم، وكمحرك رئيسي لاقتصاد المعرفة. إن ما يميز «جيتكس 2025» رسالته العميقة التي تؤكد أن الإمارات لا تواكب المستقبل فحسب، بل تشارك في صناعته. فبينما يتسابق العالم نحو الذكاء الاصطناعي، تمضي دبي بخطى واثقة لتكون العاصمة الرقمية للعالم، ووجهة الإلهام لكل من يبحث عن نموذج يحتذى في الريادة والابتكار.