علمتني الحياة.. كلمات تبني وطناً

عندما نقرأ كتاب «علمتني الحياة» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نجد أنفسنا أمام تجربة فريدة تجمع بين الحكمة والفعل، وبين الفكر والرؤية. الكتاب ليس مجرد تأملات شخصية، بل سيرة ملهمة تكشف أسرار رحلة قائد جعل من الإمارات قصة نجاح يرويها العالم.

في صفحات الكتاب ينقل لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دروساً من صحراء الطفولة التي شكلت صلابته، ومن مجالس الحكم التي علمته الصبر، ومن سباقات الخيل التي غرست فيه روح التحدي والمثابرة.

كل موقف يتحول إلى حكمة موجزة، مثل قوله: «الحياة مدرسة، والتجارب معلمها الأكبر». وهي كلمات تختصر فلسفة قائد يرى أن المعرفة الحقيقية تولد من التجربة والاحتكاك بالحياة.

الكتاب يرسّخ قيمة العمل الجماعي، ويؤكد أن القيادة ليست سلطة، بل مسؤولية. فالقائد -كما يرى سموه- هو من يعيش بين شعبه، ويصغي لهم، ويشاركهم أحلامهم. ومن هنا نلمس البعد الإنساني العميق في فكر سموه.

حيث التفاؤل هو الزاد، والعمل هو الطريق، والمستقبل هو الهدف. يقول سموه في هذا الصدد: «كل يوم يحمل فرصة جديدة لمن يبحث عنها»، في دعوة صريحة لاغتنام اللحظة وتحويلها إلى إنجاز.

ولعل أجمل ما يميز الكتاب صدقه وبساطته؛ فهو لا يقدم نظريات جامدة، بل يحكي مواقف حقيقية تحولت إلى دروس ملهمة. نقرأ عن أهمية الوقت، وعن قيمة القراءة والمعرفة، وعن الإصرار على أن تبقى الإمارات في موقع الريادة عالمياً. ومن بين العبارات التي تتردد في أذهان القرّاء: «علمتني الحياة أن المستحيل وجهة نظر، وأن الأحلام الكبيرة هي التي تغير العالم».

إن «علمتني الحياة» ليس كتاباً في السيرة الذاتية فحسب، بل هو رسالة مفتوحة إلى الأجيال بأن يواجهوا التحديات بشجاعة، وأن يؤمنوا بقدرتهم على صناعة المستقبل.

وهو أيضاً نافذة يطل منها القارئ على فلسفة قائد آمن بالإنسان، واستثمر في طاقاته، وأثبت أن النجاح لا يولد من الصدفة، بل من الإصرار والعمل المتواصل. وبين دفتي الكتاب، يكتشف القارئ أن التجربة حين تُكتب بصدق، تتحول إلى شعلة تهدي الطريق، ليس لجيل واحد فحسب، بل لأمة بأكملها.