عندما اجتاحت الحرائق مساحات واسعة من غابات ألبانيا، كان الخطر يهدد حياة البشر، ويقضي على التنوع البيئي، ويزيد من انبعاثات الكربون التي تؤثر في المناخ العالمي.
في تلك اللحظة الحرجة، جاء التدخل الإماراتي السريع، ليؤكد أن العطاء لا تحده حدود، وأن نهج المساندة الفاعلة الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يواصل مسيرته اليوم، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
بتوجيهات مباشرة من سموه، انطلق فريق الإطفاء الإماراتي إلى ألبانيا، مجهزاً بمروحيات متطورة، وصهاريج مياه ضخمة، إضافة إلى طواقم بشرية مدربة على إدارة أخطر سيناريوهات حرائق الغابات.
وقد أظهرت التقارير الميدانية، أن الفريق نجح في الوصول إلى بؤر النيران المعزولة في المناطق الجبلية الوعرة، ما أسهم في وقف تمدد الحريق، وإنقاذ آلاف الأشجار.
ووفق بيانات الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وبالنظر إلى المساحات التي تم إنقاذها بفضل التدخل الإماراتي، فإن الأثر البيئي الإيجابي يتجاوز الإغاثة العاجلة، ليشمل حماية المناخ على المدى الطويل.
هذه المهمة ليست سوى مثال بسيط على سجل الإمارات الحافل بالمبادرات الإنسانية والإغاثية حول العالم، إذ جاءت الدولة في المرتبة الأولى عالمياً لسنوات متتالية، كأكبر مانح مساعدات إنسانية، وفق بيانات لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقد شملت مساهمات الإمارات في العقود الأخيرة، إغاثة المتضررين من الزلازل والفيضانات والأعاصير، ودعم برامج الأمن الغذائي والصحي في عشرات الدول، ما يرسخ صورتها قوة خير سبّاقة لمد يد العون في كل الظروف.
ويعكس هذا التدخل في ألبانيا، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي سبق له أن قال: «الإمارات تمد يدها لكل من يحتاج إلى العون، ونعتبر العمل الإنساني استثماراً في أمن واستقرار العالم».
هذه الرؤية تتحقق على أرض الواقع، من خلال مبادرات فاعلة، توازن بين الإغاثة الفورية والتنمية المستدامة، وتثبت أن العمل الإنساني في الإمارات، ليس رد فعل على الأزمات فقط، بل هو نهج استباقي متجذر في سياسات الدولة.
إن ما قام به فريق الإطفاء الإماراتي في ألبانيا، كان رسالة أمل وسلام، ودليلاً على أن التضامن الإنساني يمكن أن يغيّر مسار الكوارث، ويحمي المستقبل.