بحر الثقافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين تولي المجتمعات جل حرصها للنهوض بالحراك الثقافي، فهي تسعى بذلك إلى نهضة مستدامة ورخاء لشعوبها، وهو ما نشهده في مجتمعنا الإماراتي وحرصه على الثقافة، حيث لا يقتصر الحراك الثقافي في المواسم الثقافية على معارض الكتب والأسبوع الثقافي والمهرجانات الفكرية وحسب.

بل يمتد النشاط الثقافي على الأراضي الإماراتية على مدار السنة، حاضراً في المشهد الثقافي بحواسه الخمس، وهو ما يتجلى في تشكيل المجالس الثقافية والصالونات الأدبية والمؤسسات الثقافية، التي لا تعد وليدة العصر.

بل إن بزوغها كان في القرن الأول الهجري، لا سيما وأنها كانت مخاض فكر نسائي، ولكنها شهدت في عصرنا الحالي تطوراً وانفتاحاً بإدراجها مشاريع الترجمة إلى اللغات الأوروبية والآسيوية، لمد جسور التواصل مع الشعوب الأخرى وتعريفهم بالثقافة العربية، وتعد مؤسسة «بحر الثقافة» أحد هذه الصروح الثقافية.

والمنبثقة من فكر الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، والذي غرست بذرة تأسيسه إيماناً منها بأهمية الثقافة وما تلعبه من دور محوري في التنمية البشرية، فالشعوب البدائية عرفت بالاحتكام إلى الطبيعة، بينما الشعوب المتحضرة تحتكم إلى قوة الثقافة، وهو ما سعت إليه الشيخة روضة تحت مظلة «بحر الثقافة».

مؤكدة ذلك بقولها «القراءة سفينتنا وخليفة شراعها»، فاستقطبت العنصر النسائي العربي، مساهمة بذلك في البناء الذاتي للمرأة وتعزيز قدراتها الفكرية والمعرفية، وترسيخ مهارة القراءة واعتبارها القوة الأساسية للمعرفة.

وتعزيز المشاركة المجتمعية والحوار بروح الانفتاح الإيجابي والتعايش السلمي، ضمن برنامج تدريبي وورش عمل وحوارات ومعارض وقراءات نقدية وشخصيات مستضافة نجحت في مجالاتها وتخصصاتها، لتتوسع رقعة النشاط الثقافي لهذا الصرح المعطاء وتزامنا مع عام القراءة 2016.

فكل الامتنان والشكر للشيخة روضة لتبنيها هذا الصرح الثقافي الذي يشار إليه بالعطاء الثقافي الثري.

Email