حكاية من كردستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تروي زميلة صحافية تعمل في مجال الأفلام التوثيقية، حكايات كثيرة، رصدتها بعين الكاميرا خلال زيارتها أخيراً لكردستان العراق، وتحديداً في مخيمات اللاجئين الأزيديين، وإذ تستمع لها، تصاب بصدمة كبيرة.

كل عمليات التوثيق الإعلامي ضد جرائم داعش، لا زالت قاصرة عن رواية كل الحكاية. في شهادات لعراقيين في تلك المخيمات ما يؤكد أننا أمام بشاعة كبيرة، فالدواعش اختطفوا صبايا ونسوة، وهناك وكلاء يقومون ببيعهن، والمتاجرة بهن.

من القصص المؤلمة أخذ صبايا لم يتزوجن بعد، لكنهن مخطوبات لشباب أزيديين، إضافة إلى وضع كل مجموعة من الصبايا في بيت محدد. تروي إحدى الأزيديات أنهن في ذلك البيت يجبرن على تناول أقراص دوائية، مما يؤدي إلى شعورهن بالترنح، والغاية منعهن من الهرب. شخصيات عراقية اجتماعية نافذة من المسلمين وغيرهم، استطاعت مراراً تحرير نسوة أزيديات من قوافل الدواعش المتحركة.

أمام هول الحكايات التي تسمعها، تسأل أولاً عن حاجتنا كمسلمين إلى من يدفع سوء السمعة عنا أمام الروايات التي يخجل المرء من كتابتها، وهذا يعني ان الجهود الحالية العربية والاســـلامية والدولية عسكريا واعلاميا ضد داعش جهود مهمة جدا لانهاء هذه البشاعات والقبائح.

تأسف للضرر الذي يقع على سمعتنا كمسلمين، برغم أننا نصون تاريخياً التنوع في بلادنا، لكن هذا الفرز، مؤلم، والكارثة أن بيننا نفرا قليلا مريضا يعتقد باطناً أن داعش تمثل الإسلام، برغم كل الآراء الفقهية والدينية لعلماء أكابر تدين أفعالهم البشعة.

كيف يمكن أن نقبل أن يتم اختــــطاف إحـــداهن من بيت أهلها، وغيابها حــــتى اليوم، لمجرد أنها أزيدية، رغب بها أحدهم، وهل نقبل نحن من الأمم الأخرى أن تختطف بنات العرب والمسلمين من أجل الرغبة، في حالات الاحتلال مثلاً وفي الألفية الثالثة... هذا هو السؤال؟!

Email