أميركا تكشف ضعفها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبذل روسيا كل جهدها حتى تثبت للآخرين أنها صادقة في محاربة الإرهاب في سوريا، وأنه ليس لديها أهداف أخرى من وراء حملتها الجوية هناك، وتطلب موسكو من واشنطن التعاون معها في هذه الحملة وتبادل المعلومات، لكن واشنطن ترفض تماماً أي تعاون، وعرضت موسكو تشكيل لجان مشتركة أميركية روسية للتنسيق ومتابعة العمليات..

ورفضت واشنطن. وآخر عروض موسكو كان الأسبوع الماضي، عندما اقترح الرئيس الروسي بوتين إرسال وفد روسي إلى واشنطن برئاسة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، باعتباره شخصاً مقبولاً لدى واشنطن، وذلك لبحث العملية السلمية في سوريا، لكن واشنطن رفضت استقبال هذا الوفد، ورفضت أيضاً اقتراحاً من الخارجية الروسية بإرسال وفد أميركي لموسكو للتباحث.

وفي 14 الجاري، كشفت واشنطن عن سبب رفضها، حيث صرح الناطق باسم البيت الأبيض جوش أرنست للصحافيين بأن رفض واشنطن استقبال أو إرسال وفود مع موسكو يرجع لأن روسيا ترفض «المساهمة البناءة» في الحرب الدولية ضد «داعش»، وأنها ذهبت تقف موقفاً منفرداً في الحرب.

إنه المنطق الأميركي المرفوض «إما أن تكون معي أو ضدي»، إما أن تقبل روسيا الدخول في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد «داعش»، وإما لا يكون هناك أي تعاون، هذا رغم اعتراف واشنطن رسمياً وعلى لسان قادة سياسيين وعسكريين بفشل التحالف الذي تقوده في الحد من نمو وتوسع «داعش» في سوريا والعراق.

الواقع أن هذا ليس السبب في رفض التعاون، بل السبب هو أن واشنطن لا تريد لروسيا أن تحقق ما تريد من حملتها في سوريا، ولا تريد القضاء على «داعش» لأسباب خاصة لا تريد الإعلان عنها، وقد كشفت للعالم عن ضعفها، ووصف رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف رفض واشنطن بـ «الأحمق»، بينما ووصف الرئيس بوتين الموقف الأميركي بالموقف غير البنّاء. مشيراً إلى أن رفض واشنطن لبحث هذه المسألة مع موسكو يدل على «ضعف الموقف الأميركي».

لقد أبطلت موسكو بحملتها الناجحة على «داعش» كل حجج واشنطن، وكشفت عن ضعفها وفشل سياساتها في محاربة الإرهاب.

 

Email