حرب كبيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسوأ ما في وسائل التواصل الاجتماعي، أنها باتت جزءاً من حرب كبيرة، عبر الصفحات المزورة، التي تتم عنونتها بأسماء تبدو من بلد ما، فيما هي واجهة لجهات سياسية.

يتابع الواحد فينا صفحات كثيرة، ولأننا نشتغل بمهنة ندرك أسرارها، فلا نصدق كل ما نقرأ، لكنك تلاحظ بكل وضوح، أن أغلب الناس يصدقون أي معلومة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمجرد أنها منشورة ومصوغة جيداً، ومرفقة بصورة.

بكل سهولة يقع الناس في فخ الإنترنت، فيتم تناقل هذه المعلومات شفاهة، أو يتم تشيير المعلومات المنشورة، أو قراءتها فقط، ولا تعرف ماهو السحر الذي يجعل الإنسان يصدق إشاعة لمجرد أنها منشورة على صفحة إلكترونية في الفيسبوك أو التويتر.

ربما هي جاذبية التكنولوجيا، أو النزعة الإنسانية لتصديق ماهو مثير، ولا يعلم كثيرون أن أغلب الدول التي لها أطماع في المنطقة لديها أقسام متخصصة، بنشر الإشاعات عبر هذه المواقع، ويعمل فيها آلاف الموظفين أو المتطوعين، وغايتهم تأسيس صفحات إلكترونية بأسماء تشي بأنها من هذا البلد العربي أو ذاك، مع تزييف عالي المستوى، بحيث يتم وضع اسم ينتمي لعائلة معروفة، مع بيانات تشي بأن صاحب الصفحة يعيش في هذا البلد، وتتركز كل المشاركات حول شؤون البلد الداخلية.

صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، باتت جزءاً من حرب سياسية وأمنية، وأغلبها يخضع للرقابة أو التجسس أو الإدارة الأمنية، من أجل خلخلة الدول وبث الشائعات، والكراهية والشك بمواقف الشعوب والدول، وتحريض المكونات الداخلية، وهي ذات المواقع والصفحات التي تم توظيفها لإثارة غضب شعوب عربية في توقيتات معينة، فهي سلاح يفوق أشد الأسلحة فتكاً.

لا يقال للناس، إن عليهم التنبه فقط، إذ يكفيهم وعظاً على رؤوسهم، نقول لهم فقط، إن الحرب متعددة الأوجه، وهذا العالم الإلكتروني جزء من الحرب، حرب الإشاعات، الحرب النفسية، بث المعلومات الكاذبة والضلالات، وعلينا أن ندقق كثيراً في كل حرف مطبوع، فليس كل حرف بريئاَ وخالصاً لوجه الله.

Email