تعريف الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع استفحال مرض الإرهاب الذي أصاب العالم وينتقل من دولة إلى أخرى، محاولاً ضرب البشرية وتراثها وبنيتها التحتية وصولاً إلى سحق التعايش بين الأديان، يصبح هنالك ضرورة لتعريف مصطلح الإرهاب بشكل دقيق.

استخدامات مصطلح الإرهاب تعددت بشكل شل جهود الأمم المتحدة لصياغة تعريف محدد له، في سياق مساعي صياغة مشروع اتفاقية دولية لمكافحته، وأخفقت في وضع تمييز بين المقاتلين من أجل الحرية والإرهاب، فالكلمة تستخدم على نطاق واسع وباتت ترمز إلى «العدو»، حيث كلٌّ يرى الأمور من وجهة نظره.

ومنذ 1972، تحاول الأمم المتحدة إيجاد تحديد للكلمة من دون أن تنجح في ذلك. وقد اعتمدت 13 معاهدة لمكافحة الإرهاب منذ 1996 من دون أن تتوصل إلى معاهدة شاملة بسبب الخلافات حول المسألة. وفرضت الكلمة نفسها على نطاق دولي بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، ليستخدمها رجال السياسة بشكل مكثف، وباتت كلمة عامة تستخدم للدلالة على الأعداء مهما كانوا.

واستخدمت العبارة في أفغانستان للحديث عن حركة طالبان وتنظيم القاعدة. واستخدمتها حكومة كييف للإشارة إلى الانفصاليين الأوكرانيين. كما تستخدمها إسرائيل على نطاق واسع للدلالة إلى المقاومة الفلسطينية.

وتعتبر دمشق أنها ضحية الإرهاب وتقاتل الإرهابيين حيث اعتبرت كل من حمل السلاح ضد الدولة إرهابي. في المقابل، تعتبر المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بأنه نظام إرهابي، يمارس كل أنواع القتل والقمع. لكن المفارقة هنا أن المعارضة تُحارب تنظيم داعش باعتباره إرهابياً، لكنها تقاتل النظام جنباً إلى جنب مع «جبهة النصرة» المتطرفة.

صحيح أن هنالك عدداً من التنظيمات التي اشتركت دول عدة بتصنيفها على أنها إرهابية مثل «داعش» و«القاعدة»، إلا أنه من مصلحة العالم التوصل إلى تحديد واضح ومشترك لمصطلح «الإرهاب»، وإلى ذلك الحين فالمطلوب من القادة والمفكرين في العالم العربي والإسلامي أن يأخذوا زمام المبادرة بوضع تعريف مشترك له.

Email