إنهاك قومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقتحم وزير إسرائيلي، وعدد من المستوطنين المسجد الأقصى، وفي الاقتحام يتم حرق جانب من المسجد، وإطلاق الرصاص على المصلين.

الشعب الفلسطيني يرد كل مرة، لكنه مشلول عموماً، وتم تقسيمه إلى مجموعات، توطئة لتقسيم الحرم القدسي، ولتضييع القضية الفلسطينية، وقد كانت اقتحامات الأقصى سابقا تسبب ثورة غضب عارمة، وانتفاضات، كما في الانتفاضة الثانية التي انطلقت بعد دخول شارون للحرم القدسي.

الشعب الفلسطيني اليوم، منهك سياسيا واجتماعيا وأمنيا، وهذا يفسر أن ردود الفعل ضعيفة مقارنة بظروف سابقة، فغزة أسيرة لأوضاعها المعقدة، ومن فيها لا يجدون الماء والكهرباء، وأهل الضفة الغربية بالكاد يجدون دواء أطفالهم، وقد تمت تنقية الضفة أساساً من كل البؤر التي قد تهدد اسرائيل، فيما أهل فلسطين المحتلة عام 1948 يخضعون لتعقيدات لها بداية وليس لها نهاية. ذات المشهد تلمسه عربيا، فشعوب جوار فلسطين التي كانت تبلور ردود فعل دوما إزاء الأقصى جريحة ومشردة وتائهة هذه الأيام، وكل دول الهلال الخصيب خارج الحسابات الإسرائيلية، وما نراه في العراق وسوريا ولبنان ومواقع أخرى دليل على ان شعوب هذه الدول مشغولة بالنجاة فقط، بعد أن لعب الربيع العربي دوراً في تخريب البنى الاجتماعية، وهدم هذه الدول تحت عناوين مختلفة.

من سيغضب إذا للمسجد الأقصى، سؤال صعب هذه الأيام، إذ إن انهاك الشعب الفلسطيني وجوار فلسطين أيضا، كان مدروساً بذكاء شديد، وتورط كثيرون في هذا المخطط، من اجل أن ترتاح إسرائيل اليوم، وتفعل الذي تريده في الحرم القدسي، أي تقسيمه زمانيا، توطئة لتقسيمه مكانيا؟!.

علينا أن نتوقع الأسوأ، فإسرائيل ذاتها تقرأ ردود الفعل العربية وتختبرها من أجل المرحلة المقبلة، واعتقد اننا سنصحو يوما على خبر هدم المسجد القبلي ذي القبة الزرقاء في ساحة المسجد الأقصى، أو هدم مسجد قبة الصخرة، ذي القبة الذهبية، كإعلان لبدء مرحلة بناء هيكل سليمان في القدس.

لحظتها قد تنفجر الدنيا غضباً، وقد يأتي من يقول ان الأقصى هو المكان وليس المبنى، وسنسمع عن ردود فعل واسعة، لكننا سنكون شركاء في الجريمة، جراء تراكمات الصمت، والتفرج على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

 

Email