روسيا تتصدى لـ«داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدور الحديث في الأوساط السياسية الإقليمية والدولية، منذ أيام، حول مبادرة روسية لتكوين تحالف إقليمي للتصدي لتنظيم داعش، الذي زادت قوته ونفوذه مع انفراد الولايات المتحدة بالتصدي له، وتبلورت معالم هذه المبادرة الروسية أكثر بعد لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه الأميركي والعرب في الدوحة الأسبوع الماضي، حيث أعلن بعد اللقاء عن اقتراح روسيا بتكوين تحالف سعودي سوري عراقي تركي للتصدي لـ«داعش»، ولاتزال المباحثات جارية حول هذا التحالف، وكيفية مشاركة نظام الأسد وجيشه فيه.

لا شك أن تحالف بهذا الشكل يصعب تصوره، كما يصعب على الغرب وواشنطن قبوله أو التعامل معه، الأمر الذي يجعل البعض يتصور أن موسكو تضيع وقتها هباء، فقط لمجرد إثبات الوجود في الأحداث والبقاء داخل دائرة الضوء، خاصة بعد انتهاء أزمة النووي الإيراني، لكن الحقيقة أن روسيا تستشعر خطراً كبيراً من جهة تنظيم «داعش» يهدد المنطقة بأكملها ويهدد روسيا نفسها، خاصة بعد ضبط خلايا من التنظيم في روسيا، وبعد أن تبين وجود أكثر من ألفي مجند في «داعش» من الروس، وليس فقط من المسلمين من شمال القوقاز، بل من الروس المسيحيين أيضاً، وقد سبق أن أعلن تنظيم «داعش» أن روسيا على رأس أهدافه، لهذا تريد موسكو أن تقضي على الخطر وهو بعيد عنها قبل أن يدخل أراضيها.

السؤال المطروح هو، لو افترضنا جدلاً أن موسكو نجحت في إقناع الأطراف المعنية بمبادرتها، فهل سيكون لروسيا دور في هذا التحالف؟

موسكو تنفي نيتها المشاركة في تحالف عسكري في أي مكان في العالم إلا بتفويض من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لكن رغم هذا فإن احتمال مشاركتها في هذا التحالف بالتحديد قائم، فقد أعلن قائد قوات الإنزال الروسية فلاديمير شامانوف، ولأول مرة، جاهزية قواته لمساعدة سوريا في حربها ضد الإرهاب، وقال «تلك القرارات تتخذها القيادة، ونحن بطبيعة الحال، سننفذ المهمة إن كلفنا بها».

تصدي موسكو لـ«داعش» يختلف كثيراً عن تصدي واشنطن له، على الأقل أن روسيا مهددة، أما واشنطن فلها مصالح وحسابات أخرى تماماً.

Email