الهجوم التالي على روسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

مخرج الأفلام الوثائقية الأميركي الشهير مايكل مور، الحائز على الأوسكار، وعلى جائزة مهرجان كان، والمعروف بانتقاده الحاد للسياسة الأميركية، صرح في مؤتمر صحافي منذ أيام قائلاً: ما يشغل بالي ويقض مضجعي هو الولايات المتحدة وحربها التي لا نهاية لها.

وقال مور: إن أميركا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، تحتاج باستمرار لعدو ما حتى يمكن الحفاظ على استمرارية عمل المجمع الصناعي العسكري بأكمله، والشركات التي تربح المليارات من بزنس الحروب، وكشف مور للصحافيين عن فيلمه الجديد واسمه «على من سيقع الهجوم التالي».

مايكل مور لم يكشف تفاصيل فيلمه الجديد، الذي اعتبره مفاجأة، ولم يحدد على من سيقع الهجوم الأميركي التالي، إلا أن الإعلاميين خمنوا وفهموا أن مور يقصد بالتحديد روسيا، وعلى ما يبدو أن الروس يتوقعون أو يعرفون ذلك، ولهذا يروجون من الآن لفيلم مايكل مور القادم، وخطورة أفلام مور أنها وثائقية وليست روائية، ولهذا فهو لا يعلن عنها إلا بعد انتهائه من تصويرها وتجهيزها نهائياً للعرض، ودائماً تحدث أفلامه ردود فعل مدوية، مثل فيلمه الشهير «فهرنهيت 9/11»، الذي حمل اتهامات صريحة لجهات أميركية بتدبير هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

وإذا كان فيلم مور الجديد، كما يؤكد البعض، يرشح روسيا للهجوم الأميركي التالي، فإن مور بالقطع لم يجد صعوبة في جمع المادة الوثائقية لهذا الفيلم، خاصة بعد تصعيد الأزمة الأوكرانية، وحشد قوات حلف الناتو في الدول المجاورة لروسيا، وتصميم واشنطن على الاستمرار في زرع منظومة الدرع الصاروخية الدفاعية بالقرب من الحدود الروسية، على الرغم من الاتفاق النووي مع إيران التي تدعي واشنطن أن منظومة الدرع تستهدف صواريخها الباليستية، ناهيك عن تصريحات القيادات العسكرية الأميركية التي تصرح بأن روسيا أكبر عدو وأكبر تهديد لأميركا.

الكاتب المسرحي الروسي تشيخوف له مقولة شهيرة تقول: "إذا شاهدت في أول العرض المسرحي بندقية معلقة على الحائط فاعلم أنها ستستخدم"، وما تفعله واشنطن الآن مع روسيا هو المؤشر للهجوم القادم سواء من أميركا أو الناتو مباشرة أو بواسطة جهات أخرى.

Email