أوباما: احترموا أفريقيا!

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال زيارته الأخيرة إلى جذوره في كينيا، دعا الرئيس الأميركي أوباما إلى أن يتخلى العالم عن نظرته الاستخفافية إزاء القارة السمراء، قال »حان الوقت ليتخلى العالم عن الصورة النمطية لأفريقيا الغارقة في الفقر والنزاعات، ويعترف العالم بالتطور المذهل الذي حققته القارة السمراء«، إلا أنه أنحى باللائمة في الوقت ذاته على رؤساء القارة الذين يتشبثون بالسلطة أطول فترة ممكنة بما يتسبب في الاضرابات السياسية.

الموقف يحمّل قادة القارة السمراء مسؤولية الإساءة إلى سمعة شعوبهم، باعتبار أن النزاعات التي تسم بلدانهم وما يتبعها من فوضى وحروب بكل تداعياتها الإنسانية إنما تنجم عن استطالة أمد الحكم دون مبرر.

إنها المرة الأولى التي يجرى خلالها طرح قضية التمييز الجغرافي والصورة النمطية السالبة المرتبطة به. فرغم أخذ كينيا والسنغال وإثيوبيا بأسباب النمو الاقتصادي والاجتماعي إلا أن مفهوم (مجاهيل أفريقيا) لا يزال يخيم عليها في العقل العالمي على مدى متعاقب الأجيال. ورغم تقدم جنوب أفريقيا على كثير من دول العالم النامي، صناعياً وسياسياً، إلا أنها في معية دول القارة الأشد تخلفاً في العالم لا محالة. هكذا يجري الاختزال.

أوباما طالب بإنهاء هذه الصورة النمطية، وضرورة الوقوف على ما تحقق من اشراقات لا تشوبها إلا تلبّث بعض القادة في سدة الحكم أكثر مما يجب.

ظاهرة التمييز الجغرافي هذه تسود العديد من بقاع العالم، حيث يرتبط »الجنوب« عادة بالتخلف والجهل والعنف في كل مكان، وهذه ظاهرة تختلف عن التفرقة العنصرية، لأنها تطال سكان مناطق معينة، حتى لو اشتركوا في العرق الإثني مع سكان مناطق أخرى أفضل حالاً من الناحية الاقتصادية وما يتبعها من ازدهار على صعيد البنية الأساسية والخدمات ومن بينها التعليم طبعاً.

رسالة أوباما إلى العالم تضمنت جانباً فيه لسان حال ينطق، من خلال رمزية زيارته لأسرته هناك، بأن أفريقيا التي أنجبت رئيس أميركا الذي نجح وانتخب لولايتين، تستحق عن جدارة تغيير العالم لنظرته تجاهها.

Email