التسول الإلكتروني

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها، تتصدر قائمة أكثر مسببات المشكلات في عصرنا الحالي، بتأثيرها الإنساني والاجتماعي والاقتصادي، وحسب ما جاء في صحيفة إيطالية أن تلك المواقع منحت الحق لفيالق من الحمقاء ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط، بعد تناول كأس من النبيذ من دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. أصبحنا افتراضيين نعيش في سحب هذا العالم الافتراضي.

لا للتسول الإلكتروني ربما تشعر بالغرابة نوعاً ما، وتزاحمك الأسئلة حول التسول وعلاقته بالعالم الإلكتروني على الرغم من اعتيادنا رؤية المتسولين يطرقون أبواب منازلنا، ويشغلون جنبات طرقات العالم الحقيقي، ولأن كل شيء أضحى في تطور، فلا غرابة أن تواكب بعض الظواهر الاجتماعية السلبية صيحات التطور التكنولوجي، لنتفاجأ بحملات وجمعيات خيرية يروج لها وهي بالأصل وهمية. أثناء تصفحي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، خلال رمضان الماضي استوقفتني تلك التغريدة لأحد مغردي هذا العالم الافتراضي «لا للتسول الإلكتروني في برامج التواصل الاجتماعي، انتهزوا فرصة رمضان لزيادة رصيدكم من الحسنات». تذكرت وللوهلة الأولى

«سارة إبراهيم» وتفاعل الملايين من متابعي تويتر مع قضيتها ومعاناتها مع السرطان، الكثير منهم تبرع وكتب تغريدات تنوعت بين الدعاء والأمل والتحفيز كونها رسائل إيجابية لتلك الفتاة يحثها فيها على مواصلة رحلة العلاج، لنتفاجأ بأن تلك مصيدة من مصيدات المواقع الاجتماعية، التي أساء العابثون التواصل مع الناس من خلالها، وسعوا إلى استدراج عواطف الناس بحملات خيرية وهمية، مستغلين مناسبات سنوية كشهر رمضان لجمع الصدقات، وأعياد الفطر لجمع الزكوات، متذرعين أيضاً بالكوارث الطبيعية، وحالات الجوع والفقر الموجودة في بعض البلدان، ليخرجوا بحصيلة مالية كبيرة يضعوها في مخزونهم الشخصي، فتحقق أيها الإنسان قبل أن تتبرع مما يردك من رسائل إلكترونية أو تغريدات «تويترية» أو غيرها، في رمضان أو غيره من شهور، فليس شاقاً إنشاء حساب إلكتروني، والعمل من خلاله تحت ستار جمعية خيرية أو حالة إنسانية.

Email