د. مغازي البدراوي

«روسيا فوبيا» وأهدافها

ت + ت - الحجم الطبيعي

التصريحات العدائية التي تصدر من واشنطن ضد روسيا زادت حدتها في الأيام الماضية، ومنها تصريح قائد سلاح المارينز الجنرال جوزف دانفورد المعين لتولى منصب قائد الجيوش الأميركية، والذي قال: «روسيا تشكل اليوم أكبر تهديد للأمن القومي الأميركي»، وبعده بأيام قليلة كررت وزيرة سلاح الجو الأميركي ديبورا جيمس نفس التصريح أثناء جولتها في بعض دول أوروبا، حيث قالت إن روسيا تشكل أكبر تهديد للأمن القومي لبلادها ولحلفائها الأوروبيين، وأنه يجب على الولايات المتحدة أن تعزز وجودها العسكري في أرجاء القارة الأوروبية.

ترى ما السبب وراء استخدام واشنطن لروسيا كفزاعة قوية، وبالتحديد في أوروبا، الأمر الذي جعل الأوروبيين يقولون «واشنطن تنقلنا من إسلاموفوبيا إلى روسيا فوبيا»؟

أمام واشنطن هدفان من حملة التخويف والترهيب من روسيا، أولهما الهدف الأميركي المعروف دائماً، وهو المال، والذي سيذهب الجزء الأكبر منه لمصانع السلاح الأميركية، إنها حملة مكثفة لدفع الأوروبيين لزيادة الإنفاق على الدفاع، وهو ما ذكرته الوزيرة الأميركية ديبورا جيمس صراحة في جولتها الأسبوع الماضي في دول أوروبا، حيث أعربت عن خيبة أملها، لأن أربعة فقط من أعضاء حلف شمال الأطلسي الـ28 أوفوا بالتزامهم المتمثل في إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، كما أن المال سيأتي في هذه الحملة ليس فقط من أوروبا بل من داخل أميركا نفسها، فجملة التخويف من روسيا لها علاقة ببداية النظر في مشروع الميزانية الأميركية للعام المقبل، وعندما تبدأ أميركا بالنظر في ميزانية العام المقبل، تحاول المؤسسات العسكرية إيجاد أو خلق أعداء للضغط على الكونغرس ليقر أكبر ميزانية للدفاع والتسليح.

الهدف الثاني من الحملة هو تثبيت أقدام أميركا في القارة الأوروبية، خاصة في الدول الجديدة في شرق أوروبا، حيث تشعر واشنطن بقلق كبير من تراجع نفوذها في أوروبا وزيادة التقارب الروسي الأوروبي، وهو ما صرحت به الوزيرة الأميركية ديبورا قائلة «إن واشنطن ترد على تصرفات روسيا المثيرة للقلق مؤخراً بتعزيز وجودها في القارة الأوروبية».

Email