مواطن نفخر به

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأبى الإمارات إلا أن تنجب الغرّ الميامين، فقادتها صنعوا بحسن قدوتهم، شعباً مشهود الصفات، وظلوا هم فرائد هادية وواسطة عقد نضيد.

الإمارات بلد الخير وأهله عشاق خير واحسان لا يدانيهم في الشغف بالمكرمات مدانٍ.

وهذا يتأكد يوماً بعد يوم، ليندهش العالم مرة تلو أخرى من صنائع المعروف التي تطبع نفوس أهل الإمارات وتزكيها، وقد أفلح من زكاها.

أقول ذلك في هذا الشعر الكريم، شهر العمل الصلح واسداء المعروف، حيث يحتفى به ههنا أكثر من اي مكان آخر، بدليل ما تراه العين ويشهد به العدول.

وأما أن يبادر رجل بخالص رغبته، إلى تخصيص ثلث ماله (4 مليارات درهم ونيف)، لصالح أعمال البر والإحسان، وأن يعلن ذلك ابنه ووريثه صاحب المصلحة الأولى في هذا المال من بعد أبيه، فذاك لعمري مثال يستلفت ويلهب المعروف في نفوس الناس قاطبة.

فالمال ليس قليلاً، والتبرع ليس من رجل حصل على كنز بضربة حظ، وإنما كد واجتهد لأجله وسهر وكابد حتى جمعه، ثم ها هو ينفقه بسخاء من لا يخشى الفقر، وبطريقة أنفع وأجدى للمحتاجين.

فهو لم ينفق ماله هدراً وتخليصاً من ذمته فحسب، وإنما وظفه بحكمة ومسؤولية، لكي يضمن تغيير حال المساكين عبر الحصول على تعليم عال، يكفل رفع شأنهم وشأن أسرهم والأجيال التالية لهم، اقتصادياً وصحياً ومعرفياً..

إنها الحكمة والشجاعة والكرم، حينما تجتمع معاً في الرجال، وما الغرير إلا واحد من شعب اختار ان يتميز، على أن موقف ابنه عبد العزيز وبقية أفراد أسرته الذين ارتضوا هذا السخاء الضخم خصماً مما سيرثونه، لا بد أنه لا يقل كرماً وشجاعة من موقف أبيهم صاحب المال. من حق الإمارات ان تفخر بهكذا موقف، ومن حق كل مسلم ان يباهي بصنيع الغرير ولنجعل ذلك سنة نعمل بها، كل بقدر طاقته.

Email