روسيا وقمة الصغار

ت + ت - الحجم الطبيعي

انعقدت قمة السبعة الكبار في ألمانيا الأحد الماضي، وللمرة الثانية بدون روسيا، بعد قمة بروكسل في يونيو العام الماضي، حيث قررت واشنطن استبعاد روسيا من مجموعة الثمانية الكبار، بسبب موقفها في الأزمة الأوكرانية.

من المؤكد أن روسيا لا تحلم بالجلوس مع هؤلاء السبعة، الذين يعتقدون أنهم ما زالوا كبار العالم، والدليل على ذلك، ما حدث في قمة الثمانية عام 2012 في الولايات المتحدة، عندما اعتذر الرئيس الروسي بوتين عن حضور القمة، وأرسل مكانه رئيس الوزراء ميدفيديف..

وكانت أول سابقة في تاريخ هذه المجموعة، أن يعتذر رئيس إحدى دول المجموعة عن حضور قمتها بدون سبب، فقد تحجج بوتين بأنه مشغول في تشكيل الوزارة في روسيا، رغم أن هذا عمل ميدفيديف، الذي أرسله بديلاً له، وقد وصفت وسائل الإعلام اعتذار بوتين آنذاك، بأنه رسالة من روسيا للسبعة الكبار، بأنهم لم يعودوا كباراً.

روسيا تتعامل مع هذه المجموعة على أنها مجرد نادٍ، وليست منظمة أو تشكيل دولي، وذلك لأنها لا تناقش قضايا العالم، بقدر ما تناقش مصالحها الخاصة، وطالب بوتين بضم الصين والهند لهذه المجموعة، من أجل تفعيل دورها، خاصة أن البلدين أقوى اقتصادياً بكثير من معظم دول هذه المجموعة.

قمة السبعة في بافاريا الألمانية، التي استبعدت روسيا عن حضورها، كانت روسيا الحاضر الأكبر فيها، حسب وسائل الإعلام الغربية، وكان هناك شبه إجماع على القمة من قادة الدول وممثلي المنظمات المشاركة، أن حضور روسيا ضروري في القمة، وأنه لا مجال لمناقشة أي مشاكل دولية في غياب روسيا، حتى الرئيس الأميركي أوباما، حرص في حديثه في القمة ألا يوجه انتقادات حادة لروسيا، على حد وصف الصحف الألمانية، فقد فضل أوباما أن يتواكب مع الجو العام الذي استشعر عدم جدوى غياب روسيا، ولهذا، لم يتعرض أوباما وغيره من القادة بأي كلمة عن «شبه جزيرة القرم»، التي كانت محور القمة في العام الماضي.

مستشار ألمانيا السابق شرويدر، علق على عدم دعوة روسيا إلى القمة قائلاً: «هذا خطأ كبير، وروسيا ليست بحاجة لأوروبا، بقدر ما أوروبا بحاجة ماسة لروسيا».

Email