ثقافة التسوق

ت + ت - الحجم الطبيعي

ها هو شهر رمضان الكريم أزف، على أن يملأ بيوتنا بالأجواء الروحانية والطقوس الرمضانية. فلهذا الشهر نكهة تختلف عن بقية شهور السنة، وقد نلحظ تلك الأيام، أن الحديث عن استعدادات شهر رمضان هو الشغل الشاغل..

ويتصدر أحاديث ربات البيوت والموظفات، حيث تستعد الأسر لشراء المواد الغذائية، وترتفع نسبة التسوق في هذا الشهر أضعاف الشهور السنوية الأخرى، فتمتلئ المحال والمراكز عن بكرة أبيها بالمتسوقين، على اختلاف ثقافتهم الاستهلاكية والادخارية، لشراء مؤونة رمضان، أو حسب ما اعتاد كثر على تسميتها «مقاضي رمضان»...

ويمكن تقسيمهم إلى فئتين، الأولى، يصنف فيها من لا يملكون وعياً شرائياً، فتراهم يقتنون ما يحتاجون وما لا يحتاجون، وقد يخيل للناظر إليهم بأنهم يتسوقون، ليس لأسرهم فحسب، بل لمجموعة أسر، وكذلك يشعرك مظهر عربات البعض منهم، المكتظة بالمواد الغذائية المختلفة، بأن هناك سباقاً لشراء السوق، أو عاصفة مجاعة على وشك الوصول.

قد تكون هذه السياسة أصبحت بالنسبة لهم عادة في شهر العبادة، تلك تعد ثقافة هوجاء جوفاء، أو لنقل بأنه سلوك متوارث ومتعاقب بين الأجيال، أصبح نمطاً سائداً دون مبرر. تلك الفئة للأسف، هي مصيدة الحملات الترويجية التجارية.

وفي المقابل، هناك آخرون أدركوا ضرورة جدولة ما يحتاجون لهذا الشهر، دون المبالغة في الشراء، بوضع ميزانية شرائية ممنهجة، فسعوا إلى تثقيف ذواتهم اقتصادياً، تجنباً للوقوع في فخ التجار الذين يرون من هذا الشهر فرصة لتكثيف حملاتهم الترويجية وأساليبهم التسويقية، تحت مسمى تخفيضات وعروض رمضانية، لجذب، بل، ولنكن أوضح، لاستغلال هؤلاء ممن يملكون الهوس أو الجنون التسوقي، والذي قد يشكل لغالبيتهم إرهاقاً، حيث يفوق المردود المادي للتسوق الدخل الشهري للأسرة.

لذا، فإن وجود خطة تسوقية قبل النزول الميداني، يعتبر غاية في الأهمية، مع السيطرة على الذات وتحكيمها وتوعيتها، وكبح رغباتها، منعاً للاندفاع خلف سيل الدعايات والعروض، ولكيلا نجعل من يرانا يظن بأن شهر رمضان للتسوق، لا للعبادة.

Email