كراهية الروس لأميركا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظاهرة جديدة تزعج رجال السياسة وصناع القرار في الولايات المتحدة، إنها ظاهرة تنامي مشاعر الكراهية لدى الروس تجاه أميركا، وهي ظاهرة جديدة لأن الشعب الروسي كان في الحقبة السوفييتية يعتبر أميركا جزيرة الحرية والديمقراطية، وكان السفر لأميركا أكبر حلم للروسي.

واستمر إعجاب الروس بأميركا كدولة متقدمة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وكانت واشنطن تستغل إعجاب الروس هذا لتجنيد الكثيرين من الروس لخدمة مصالحها، خاصة في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسن.

ورغم ظهور بعض العداءات وكراهية البعض من الروس لأميركا خلال السنوات الماضية، إلا أن هذا لم يكن ليمنع من إعجاب غالبية الشعب الروسي بأميركا، لكن على ما يبدو أن هذا الإعجاب أخذ في التلاشي وتحول إلى كراهية بعد اندلاع الأزمة في أوكرانيا.

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن أكثر من 80 في المائة من سكان روسيا الآن يعبّرون عن نظرة سلبية إزاء الولايات المتحدة، بعد أن كان أكثر من 80 في المائة من الروس سابقاً ينظرون إليها بعين الإعجاب.

وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» تقول إن موجات العداء والكراهية في روسيا تجاه أميركا كانت تظهر ثم تتلاشى، لكن الأزمة في أوكرانيا فجرت هذه المشاعر العدائية بقوة، خاصة مع إعلان واشنطن نيتها إمداد الحكومة الأوكرانية بالسلاح لضرب الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

المشكلة بالنسبة للشعب الروسي ليست سياسية، بل هي طائفية عرقية، وليس فقط لأن هناك في شرق أوكرانيا نحو 8 ملايين من المواطنين الروس، ولكن أيضاً لأن الشعب الأوكراني في الشرق هو امتداد تاريخي للشعب الروسي، وعقيدتهم الدينية واحدة أرثوذوكس، بينما الأوكران في الغرب وفي كييف غالبيتهم من أصل بولندي ويكنّون كل الكراهية والعداء لروسيا، ومعظمهم كاثوليك يكرهون الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية.

«واشنطن بوست» تقول إن إمكانيات التأثير على قرار «الكرملين» كانت قليلة قبل تفجر الأزمة الأوكرانية، أما الآن فهي معدومة، خاصة على خلفية العداء الذي كشف عنه الجنرال المتقاعد الأميركي روبرت سكيلز، حين تحدث لقناة «فوكس نيوز» قائلاً لن تستطيع الولايات المتحدة التأثير على الوضع في أوكرانيا إلا عندما تبدأ بقتل الروس.

ودعا سكيلز إلى قتل الكثيرين جداً من الروس. أزمة أوكرانيا صعدت شعبية بوتين للسماء وأفقدت أميركا حب الروس وإعجابهم القديم بها، والسبب أن الأميركان لا يؤمنون بالشعوب ولا بالتاريخ.

 

Email