جيش لتلميع بوتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

على ما يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح يشكل، في حد ذاته مشكلة بالنسبة للغرب، لدرجة أنهم في واشنطن ولندن بالتحديد يضعون برنامجاً دعائياً خاصاً لتشويه سمعة بوتين، ويسخرون كبرى وسائل الإعلام في البلدين لتنفيذ هذا البرنامج.

وآخر فعاليات هذه الحملة ما نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» اللندنية الأسبوع الماضي تحت عنوان «جيش لتلميع بوتين»، حيث تقول الصحيفة إن الكرملين في موسكو حشد آلافاً من الفنيين والاختصاصيين في العلاقات العامة لفتح حسابات مصطنعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

خاصة فيسبوك وتويتر، ويقوم هذا الجيش من الفنيين بإرسال سيل من الرسائل التي تحمل دعاية مؤيدة للرئيس بوتين، وذكرت الصحيفة أن جيشاً بكامله من الفنيين، الذين يتقاضى الواحد منهم 500 جنيه استرليني شهرياً مقابل العمل 12 ساعة يومياً يقوم خلالها بإرسال 130 تعقيباً مؤيداً لبوتين، عبر حسابات مصطنعة على موقعي فيسبوك وتويتر.

وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء الفنيين يعملون في ظل ظروف صارمة يفرضها الكرملين، ويحظر عليهم في إطارها أن يتحدث أي منهم إلى الآخر.

تقرير «ديلي تلغراف» ساذج للغاية ويعكس أفكار الحرب الباردة القديمة، ولا يمت لروسيا الحديثة بصلة، حيث تصور الصحيفة أجر 500 جنيه استرليني شهرياً لفني روسي مبلغاً كبيراً يجعله يتحمل القمع الأمني وظروف العمل الصعبة 12 ساعة يومياً، ولا تعلم الصحيفة اللندنية أن عامل النظافة في المطاعم الروسية يعمل 7 ساعات ويتقاضى شهرياً أكثر من هذا المبلغ.

ما رأي «ديلي تلغراف» اللندنية في نتيجة استطلاع مجلة «تايم» الأميركية الشهيرة الذي ظهر بعد يومين فقط من نشر تقريرها، والذي يفيد بتقدم الرئيس الروسي بوتين على جميع قادة العالم في تصنيف الأشخاص الأكثر نفوذاً.

وجاء الرئيس أوباما في الترتيب الحادي عشر، وما رأيها في استطلاع مجلة فوربس الأميركية في نوفمبر الماضي الذي اختار بوتين أقوى شخصية في العالم للعام الثاني على التوالي، ترى هل اشترى الكرملين هذه المجلات الأميركية العالمية الشهيرة؟!

مشكلة التعامل مع روسيا أنهم في الغرب لا يستطيعون الخروج حتى الآن من عباءة الحرب الباردة وأفكارها القديمة، ولا يتصورون أن الشعب الروسي، الذي يُعد من أكثر شعوب العالم اهتماماً بالسياسة، أصبح يتمتع بمستويات من الحرية يفتقر إليها الغربيون الآن، ولا يمكن لبوتين أو غيره أن يوجهه كيفما يشاء.

 

Email