شظايا القاعدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

آخر البشاعات الإرهابية رسمتها حركة «شباب المجاهدين» الصومالية الأسبوع المنصرم، حينما ذبحت 147 نفساً بريئة دفعة واحدة في جامعة غاريسا الكينية.

هذه الحركة تنظيم جهادي متطرف، انشق من شبكة (القاعدة) مثلما انشق عن القاعدة تنظيم (داعش) في العراق والشام بقيادة الزرقاوي، وفي الحالين استفادت القاعدة من سانحة انهيار الدولة وهيمنة الفوضى للقيام بنشاطاتها التي لا توصف، لدوافع أيديولوجية أولاً ووطنية ثانياً.

ورغم أن (الشباب) قد ركز بادئ الأمر على الصومال، إلا أنه سرعان ما بات يهدد محيطه الإقليمي (خاصة كينيا). فلماذا؟

منذ عام 2011م شكلت حركة شباب المجاهدين بقيادة أحمد عبدي جودان تهديداً لكينيا أكثر من مرة، مبررة ذلك بأن الجيش الكيني قام باحتلال أجزاء من الصومال، وشارك في القوات الأفريقية التي استهدفت الإسلاميين الحاكمين في مقديشو، وهكذا قام جودان ينفذ تهديداته لتقوية مركزه داخلياً (أي في صفوف الحركة)، وخارجياً أيضاً، وفي أبريل من عام 2013 شنت «حركة الشباب» هجمات على المركز التجاري (ويست جيت) في نيروبي عاصمة كينيا، واستمر الهجوم على مدار ثلاثة أيام حتى 24 سبتمبر ليسفر عن مصرع 72 شخصاً على الأقل، من بينهم 61 مدنياً و6 جنود كينيين، بجانب المهاجمين الخمسة. كما أصيب ما يقرب من مئتين بجروح في إطلاق النار الشامل المتبادل بين قوات الأمن الكينية ومسلحي حركة الشباب.

إثر ذلك قامت القوات الكينية بتنفيذ عدد من العمليات العسكرية في الصومال، بما في ذلك تمركز القوات على طول الحدود الكينية الصومالية وانتزاع السيطرة في قرى حدودية تخضع لحركة الشباب، ما جعل الحرب ين الطرفين سجال.

نستشف أن حركة شباب الجهاد الصومالية إنما هي نسخة شرق أفريقية لداعش الشامية ومثيلتها (النصرة) ولبوكو حرام الغرب أفريقية، ومثلها مثل تنظيم أنصار الشريعة أو ما يسمى بجيش الإسلام في ليبيا ومجاهدي سيناء واليمن وكلها شظايا منبثقة عن «القاعدة»، وتحمل النظرية ذاتها والمرجعية نفسها، وكل منها تحاول أن تنمو على حدة، من أجل تكوين دولة الخلافة الإسلامية الجامعة الموحدة؟ فهل هذه هي خطة القاعدة المرسومة سلفاً؟ وكيف يمكن أن تكون داعش ليبية ومصرية ما دامت الكلمة تختص بالعراق والشام فقط؟

Email