ديستان يتهم واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وواشنطن تعبث في داخل الجمهوريات السوفيتية السابقة، وعلى رأسها أوكرانيا، التي كتب عنها سكرتير الأمن القومي الأميركي بريجنسكي عام 1997 في كتابه الشهير «قطعة الشطرنج العظمى»، يقول «لا نعتبر أن الاتحاد السوفييتي قد انهار فعلاً إلا إذا أبعدنا أوكرانيا تماماً عن روسيا»، ولم تكف محاولات واشنطن حتى الآن في هذا الاتجاه.

حيث دبرت الثورة البرتقالية عام 2004، التي أتت بعملائها للحكم برئاسة فيكتور يوشينكو، وأطاحت فيكتور يانوكوفيتش، الذي عاد للحكم بعد ذلك بانتخابات ديمقراطية نزيهة عام 2010، فاز فيها على قادة الثورة البرتقالية، الذين اعترفوا بنزاهة الانتخابات.

استغلت واشنطن فرصة رفض الرئيس يانوكوفيتش لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في يناير 2014، فدبرت ضده «ثورة الميدان»، التي أطاحته على يد متطرفين يمينيين موالين للغرب ضد روسيا، واندلعت الأزمة الأوكرانية ،التي زادت حدتها بعد عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس 2014، بموجب استفتاء شعبي، الأمر الذي أشعل غضب الغرب بشدة، وبدأت واشنطن حملتها ضد روسيا بالعقوبات والضغوط والتهديدات.

الأوربيون الذين أيدوا واشنطن في العقوبات باتوا ينفضون عنها، ويشاركون روسيا في المساعي لتهدئة الأزمة، وحلها بالطرق السلمية، لكن واشنطن ترفض أي حلول سلمية للأزمة، وتجر أوكرانيا لحرب ضد روسيا.

الآلة الإعلامية الغربية الأميركية تصور روسيا وكأنها الدولة المعتدية على جيرانها الضعفاء، وتمنع الآراء، التي تبرر موقف موسكو، وتتهم واشنطن، لكن هذا الحظر الإعلامي أحياناً يتعرض للاختراق، مثلما حدث في حديث الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان في مقابلة مع صحيفة «السياسة الدولية».

حيث قال: «هناك أسئلة لا بد من الإجابة عنها لفهم طبيعة الأزمة في أوكرانيا وهي، ما هو دور الاستخبارات المركزية الأميركية في «ثورة الميدان» في كييف في العام الماضي؟

وما سر سياسة الرئيس أوباما العدائية لروسيا؟»، وقال ديستان، إن الولايات المتحدة دعمت التمرد في كييف وألهمته، ومن ثم قادت سياسة فرض عقوبات ضد روسيا، وجاءت هذه السياسة انتهاكاً للقانون الدولي.

واعتبر ديستان انضمام القرم إلى روسيا خطوة فيها عدالة تاريخية، وجرت بناء على إرادة الأغلبية الساحقة من سكان شبه الجزيرة، كما استبعد ديستان إمكانية تكامل أوكرانيا مع الأنظمة الأوروبية أو مع حلف الناتو، وقال، إن مكانها فقط بين روسيا وأوروبا.

Email