أوكرانيا بين السلام والحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بصعوبة بالغة، وبعد مباحثات ماراثونية استمرت 16 ساعة متواصلة الخميس 12 فبراير في العاصمة البيلاروسية مينسك، استطاعت «مجموعة نورماندي» الرباعية المكونة من روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، التوصل لاتفاق لوقف القتال في أوكرانيا، وبالفعل التزمت الأطراف المتقاتلة هناك بوقف القتال وسحب القوات يوم الأحد الماضي.

إنجاز حقيقي، بذلت فيه فرنسا وألمانيا جهوداً كبيرة، ونالت روسيا الشكر من كلا البلدين على جهودها في تبني هذا الاتفاق وإقناع المقاومة الشعبية في شرق أوكرانيا بالالتزام به، كما تقدمت روسيا بمشروع لمجلس الأمن الدولي لدعم الاتفاق ودعوة كافة الأطراف للالتزام به والدعوة للحوار السلمي، وقد تم بالفعل قبول المشروع الروسي في مجلس الأمن الدولي الأحد الماضي.

رغم كل هذا فإن هناك أطرافاً لا تريد السلام في أوكرانيا، وعلى رأسها واشنطن التي لم تشارك في مباحثات مينسك الأولى والثانية لغرض ما في نفسها، لتعلن صراحة بعد اتفاق الأسبوع الماضي أن خيار تسليحها لأوكرانيا سيظل قائماً، علماً بأنها هي الجهة الوحيدة التي توافق على تسليح أوكرانيا بهدف إشعال الحرب الأهلية فيها، وهو الأمر الذي يرفضه الأوروبيون تماماً ويخشون منه على أمن واستقرار قارتهم.

هناك أيضاً داخل أوكرانيا في كييف من يرفض السلام ولا يعترف باتفاقية وقف إطلاق النار، وهو القطاع الأيمن المتطرف، وهو عبارة عن تجمع أوكراني قومي يضم منظمات مختلفة، يوصف بأن له آراء من أقصى اليمين إلى الفاشية الجديدة..

وكان له دور رئيسي في انقلاب فبراير 2014 ضد السلطة الشرعية في كييف، وقد أعلن زعيم تنظيم «القطاع الأيمن» الأوكراني المتطرف دميتري ياروش أن تنظيمه ومقاتليه لا يعترفون باتفاقية مينسك الأخيرة ولا يخضعون لتوجيهات السلطة في كييف، وهذا القطاع الأيمن المتطرف هو الذي تعول عليه واشنطن لإشعال الحرب.

رغم كل هذا مازالت واشنطن توجه الاتهامات لروسيا ورئيسها بوتين بأنه هو الذي يدعم الحرب في أوكرانيا، ويرى الصحافي الأميركي الشهير روبرت بيري في صحيفة «كونسرتيوم نيوز» الأحد الماضي، أن الولايات المتحدة تضخم نظرية المؤامرة وتحاول بمساعدتها اتهام بوتين بتصعيد الأزمة الأوكرانية.

ويرى بيري أن الولايات المتحدة تكذب بشأن الأزمة الأوكرانية، كما كانت تكذب بشأن الحرب في العراق، وأعرب عن قناعته بأن بوتين يتعامل مع الأحداث ولا يسعى لاستفزاز أحد، ويسعى بجدية للسلام في أوكرانيا.

 

Email