ثقافة الإمارات بيد الوفد الياباني

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل أهم ركائز التنمية الحضارية والصحوة الفكرية التي تتطلبها الأمم والشعوب في وقتنا الراهن هي اليقظة بثقافات الغير وشمولية المعرفة بمكتسباتهم الإرثية والإلمام كذلك بهيكلة تكوين حضاراتهم وتركيبتها الاجتماعية، ليسهل التعرف إلى طبيعة ممارساتهم وقيمهم واتجاهاتهم وأخلاقياتهم ونظام حياتهم ومدى الانسيابية في علاقاتهم البشرية .

وأيضاً لتجسيد مبدأ أن الانفتاح على الثقافات الأخرى يعد منصة للتبادل الحواري والمعرفي باعتباره أساساً للتعاون ومسؤولية أخلاقية وإنسانية، من خلاله ترجح موازين الأنشطة والاستثمارات الثرية التي ستسهم في تصدير واستيراد ثقافة ومعرفة متبادلة.

الاستثمارات الثقافية والمعرفية تزيد من التنافسية بين الأفراد وتدعو لنهضة المجتمعات فهي تؤمن الفنون والعلوم والآداب وتحافظ على أصالة وتراث البلد، وفي دولتنا الحبيبة تكثر المؤسسات والمشاريع الثقافية، التي تهتم بالمعرفة والعلوم والثقافة.

ومن ضمن المشاريع الفريدة مشروع «تبادل الكتاب بين الإمارات واليابان» الذي ترعاه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم حيث في ضيافتها الآن أربعة كتّاب يابانيين يهتمون بالشعر وفن الرواية والقصص، في مهمة استكشافية لمدة شهر في الدولة ليدونوا حصادهم المعرفي اليومي بهدف إنتاج كتاب ثقافي سيتم إطلاقه في الأشهر المقبلة يحاكي خصائص الثقافة الإماراتية، وسيكون في متناول يد المجتمع الياباني الذي يجهل الكثير عن التراث والحضارة الإماراتية.

ولقد كنت برفقة وفد الكتاب اليابانيين في جولة استطلاعية حيث أتيحت لي الفرصة للنقاش معهم والاستماع لآرائهم وتساؤلاتهم، والتمست فيهم روح الاندهاش بهذه الدولة وثقافة التعايش والتراحم مع مختلف الطباع والجنسيات المتعددة.

فقد تغيرت نظرتهم كلياً حول الإسلام ومبادئه، ونحو دور المرأة الإماراتية بشكل لافت فلم يتصوروا أبداً واقع المجتمع الإماراتي الذي وصفوه بالمعتدل الرائع أن يرقى لهذا المستوى من جميع النواحي، وخاصة الجانب الاجتماعي والممارسات السلسة التي تحظى بها العمالة الوافدة.

زاد شغفهم للبحث أكثر عن تراث الدولة وثقافتها وانبهروا وبهتوا كذلك من القيادة، حيث قالت لي مديرة مؤسسة الثقافة والفنون اليابانية، التي ترأس الوفد: (أنتم محظوظون زايد مؤسس دولتكم والعالم اليوم يفتقر إلى قيادة توفر له كل شيء، وتقول للشعب كما قال زايد «أنتم أبنائي» فنجاح هذا الوطن ونهضته سببهما الحكومة، وهذا من النادر جداً أن نجده في تاريخ أي دولة).

ساعات قليلة قضيتها برفقتهم ولكنها ثمينة المحتوى، وعميقة الفائدة تجسد معنى توارد العقول وتواصل الشعوب.

Email