سر حب روسيا للأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قرأت مقالاً للكاتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان «ما سر حب روسيا للأسد؟»، وطرح الكاتب في بداية مقاله نقاطاً أساسية موضوعية وصحيحة تساعد على الإجابة على التساؤلات حول الموقف الروسي من الأزمة السورية، هذا الموقف الذي يفسره الكثيرون خطأ بأنه دعم لنظام الأسد ضد شعبه، وقد أوضح عبد الرحمن الراشد في مقاله أن النظام السوري لا يمثل أي قيمة استراتيجية لموسكو..

وليس له تأثير في التوازنات الدولية، وليس لروسيا أية مصالح اقتصادية في سوريا، وليس هناك أي عداء بين روسيا والمعارضة السورية، وكل ما طرح في المقال يؤكد أنه لا توجد أي مصالح كبيرة أو صغيرة ولا صفقات عسكرية أو مالية لدى روسيا في سوريا، إذا هناك أسباب أخرى وراء الموقف الروسي من الأزمة السورية، ولا أتصور أنها حبا في نظام السد أو دعما له.

السؤال الذي يجب أن يطرح هو «ماذا لو لم تتدخل روسيا في الأزمة السورية؟»، وأمامنا الإجابة واضحة كل الوضوح في ليبيا والعراق واليمن، كما أن الإجابة واضحة على الساحة السورية نفسها التي تحولت إلى بؤر للتنظيمات الإرهابية، والتي باتت لا تهدد سوريا وحدها بل والمنطقة بأكملها.

المشكلة في شرح الموقف الروسي في سوريا أن البعض يحلو له حصر هذا الموقف في دعم نظام الأسد ضد شعبه، ولا ينظر لما يحدث حول سوريا وفي المنطقة التي باتت مهددة بأكملها بجيوش الإرهاب والمرتزقة التي تخدم مخططاً خارجياً يستهدف كيانات الدول وشعوبها جميعها «بلا استثناء».

روسيا، دولة كبيرة عليها التزامات دولية بحماية الأمن والسلام العالمي، وحماية النظام الدولي القائم على احترام القانون الدولي وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وإعطاء الشعوب حق تقرير مصيرها وتحديد من يحكمها بإرادتها، والشعب السوري جدير بأن يقرر مصيره بنفسه مثل غيره من الشعوب.

روسيا ترى مصالحها الخاصة في ظل نظام عالمي قائم على أسس القانون الدولي وبعيداً عن هيمنة قطب واحد لم ير العالم من ورائه سوى الحروب والخراب والدمار وضحايا بالملايين، روسيا تعلم أن بعد ليبيا والعراق واليمن وسوريا سيأتي الدور على جميع دول المنطقة، ثم يصل الخطر إلى روسيا نفسها، وهذا سر موقفها في سوريا.

 

Email