قلب رجل واحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشهد الاستقرار في أي بلد مرتبط فعلياً بالعدالة والتخطيط والتنمية، وما من استقرار يتشكل أو يثبت دونما سبب في أي دولة في العالم.

هناك أسباب موضوعية، إذن، للاستقرار، خصوصاً في شرق المتوسط والعالم العربي عموماً، وعلينا أن نعرف أن كل دولة مستقرة، لم تتسم بهذه السمات، لولا عوامل كثيرة، من بينها العدالة والتنمية وصيانة حقوق الناس، وعدم المقامرة بالبلد في متاهات السياسة، والتطلع بعين بصيرة إلى المستقبل.

غير أن كل هذه العوامل لا يمكن أن تستمر، ويبقى الاستقرار سمة أساسية، دون حماية، والحماية هنا، يتشارك فيها الجميع، حماية البلد والمنجز، والشركاء هنا، في إدامة حماية البلد، الشعب والدولة وكل المكونات الأخرى، بما في ذلك المؤسسات، التي تحترف فقه الحماية، عقيدة ووظيفة وعزماً على أن لا تعبر رياح السوء إلى أي بلد.

لأجل ذلك كله، ما من دولة وازنة إلا وفيها مؤسسة عسكرية نبيلة ومحترمة ومحترفة، بل إن الدول التي لديها مؤسسات عسكرية محترفة تعبر عن نبض الشعب، بعقيدتها الدفاعية عن البلد، تتسم بوحدة المكونات الداخلية، فالكل على قلب رجل واحد هنا.

الأكثر بعداً عن الأضواء هم العسكر دوماً، فهم في مهماتهم، يسهرون لأجل الوطن، يضحون بأرواحهم لأجل مواطنيهم وبلدهم، والعسكري يعرف منذ اللحظة الأولى انه منذور للشهادة، في مهمة نبيلة عز نظيرها، منذور بروحه ودمه، لأجل غيره، وما من إنسان يستحق التقدير كما العسكري حين يكون سوار حماية حول شعبه ووطنه.

عبر هذه السياقات كلها، يدرك المرء الأهمية الخاصة لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للاحتفاء بحماة الوطن، الجيش الإماراتي، في ذكرى جلوسه، والرسالة ذكية، لأنه يقول إن التوقيت الذي يرتبط بسموه، يرتبط أيضاً بعنصر يجمع الكل على أهميته وفرادة دوره، أي الجيش.

وهي رسالة إلى الناس، والجيش، وكل الساهرين حماية للبلد، في وجه التحديات والمخاطر، رسالة إجلال وتقدير لكل هؤلاء.

وراء سمات الاستقرار في دولة الإمارات، أسرار كثيرة، غير أن من أهمها المؤسسة العسكرية بكل أجنحتها، ومؤسساتها المختلفة، وهي مؤسسات تحمي البلد، والشعب، والمنجزات، وهي حماية تتحقق بالتعب والعقيدة والإصرار على أن هذه البلاد، يجب أن تبقى عنواناً متفرداً وسط هذا العالم.

Email