اقتراح لوأد صغار الأشباح

ت + ت - الحجم الطبيعي

في «مؤتمر المعرفة الأول» الذي انعقد مؤخراً، سدد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن بدبي أحد أهدافه النظيفة في مرماها، على أرضه وبين جمهوره، حين قال إن التعليم خرّج داعشيا بغداديا يقص الرأس ويقول صورني ويبثها عبر التواصل الاجتماعي، تم تخريج أجيال بتعليم رديء!

والحل أن نصنع صياغة جديدة للتعليم ونؤسس له مثل الأمم الراقية، أما الدكتور عصام شرف فقال بأن المعرفة اقتراح لوأد صغار الأشباح، ليست تعليمًا فقط، المعرفة هي تعليم وأسرة وبيئات حاضنة.. كان ذلك في مؤتمر المعرفة الأول.

لنأتِ الآن لـ«ندوة الإرهاب وحقوق الإنسان» التي نظمتها جمعية الإمارات لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أبدت احدى الأخوات الفاضلات مداخلة، مفادها أنه لوحظ تنامي غرس فكر متطرف في عقول بريئة، هي عقول الأطفال صغار السن، وبصورة متزايدة لافتة للنظر! حتى إن منهم من يتداول مسميات متطرفة بين زملائه مشجعًا ومقتنعًا.

وهنا نقف عند نقاط هامة: التعليم - المعرفة - الغرس، كلها مدخلات لمفعول به هو (الأطفال)، أما الفاعل فهو ضمير مستتر مكشوف لنا تقديره (الأسرة)، الحاضنة الأولى لعقل ووجدان الطفل.

قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، فمن المفروغ منه عِظَم تأثير الأسرة على الطفل، وهناك أُسر تعيش حولنا، تُشكل بؤرا حاضنة لمشروع أشباح ودواعش الغد، وهذه الأسر الشبحية والداعشية أحكمت قبضتها الكاملة على براعم الطفولة البريئة خاصتها.

 لغة الكم والكيف صارت أدعى بأن نتعامل معها بشيء من الاحترافية، والابتكار أيضا. نحن ننعم بقيادة قدمت الغالي والنفيس لتقرّ عينها بغرس المستقبل، فلماذا يُترك بعض الأبناء لسوء التنشئة، ليُؤخذوا بعد بضع سنين بجريرة آبائهم؟!

هذا التحدي يجعلنا نفكر بطريقة أكثر تحدياً، لتنقية شرايين المجتمع حرصاً على أمنه واستقراره مستقبلاً، فخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة.

لطالما لفت انتباهي نظام التعليم الداخلي في المدارس الأجنبية، حيث يُرسِل أولياء الأمور أبناءهم في سن مبكرة، إلى مدارس داخلية طيلة العام، ولا يكاد يرونهم إلا في عطلة نهاية السنة الدراسية، وأعتقد أن إعطاء مهمة التربية والتوجيه للجهة الصحيحة، بإلزام إلحاق أبناء الأسر غير السوية وطنياً لمدارس داخلية ممنهجة ومدروسة ربما يعد علاجا مبكرا وناجعا لهؤلاء الصغار المُبْتَلين.

Email