روسيا لا يمكن عزلها وإرهابها

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه الكلمات قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنتهى الثقة يوم السبت الماضي في الوقت الذي تُكرّس فيه واشنطن كل جهودها للضغط على روسيا ومحاصرتها بالعقوبات، مستخدمة في ذلك حلفاءها من صغار الدول معدومي الوزن على الساحتين الإقليمية والدولية مثل بلغاريا وبولندا وأستونيا وكندا واستراليا، بينما الدول الكبيرة مثل الصين والهند وكبرى دول أوروبا وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وحتى بريطانيا حليفة واشنطن..

وكذلك الدول ذات الوزن الإقليمي مثل تركيا وإيران والبرازيل، وغيرها الكثير، أكثر من نصف دول العالم لا تعير الضغوط الأميركية تجاه روسيا أي اهتمام، بل ان معظم هذه الدول ردت على العقوبات والضغوط الأميركية بمزيد من التعاون مع روسيا، ومنها من عقد معها صفقات كبيرة، خاصة في مجال الطاقة، مثل الصين والهند وتركيا، وغيرها تسعى لعقد صفقات مماثلة.

الضغوط والعقوبات على روسيا حتى الآن لم تؤت ثمارها، ومن الصعب على واشنطن الاستمرار فيها، وهذا ما جعل الرئيس الأميركي يتردد الأسبوع الماضي في الموافقة على مشروع الكونغرس الذي يطالب بمزيد من العقوبات، وتهرب من الموقف بقرار عقوبات لا قيمة لها على شبه جزيرة القرم أثار السخرية لدى الجميع، بما فيهم الكونغرس نفسه.

معلوم للكثيرين، وللأميركيين خاصة، أن روسيا تعد أغنى دولة في العالم، خاصة في الثروات الطبيعية، وهي ثاني أكبر منتج ومصدر للسلاح في العالم، وهي إن لم تكن الأقوى فهي إحدى أكبر قوتين عسكريتين في العالم، وهي إحدى أغنى ثلاث دول في الاحتياطيات النقدية مع الصين والسعودية، وهي صاحبة سادس اقتصاد في العالم قبل بريطانيا.

وتملك أكبر قوة علمية بشرية من الخبراء والعلماء، حسب تقييم الأمم المتحدة، وتليها الولايات المتحدة، لكن الأهم من كل هذه الإمكانات أن الظروف والمتغيرات على الساحة الدولية الآن تساعد روسيا أكثر بكثير من الولايات المتحدة التي تتراجع مكانتها بشكل ملحوظ، وفقدت الكثير من كبار حلفائها، وسياسة الحصار والعقوبات الأميركية التي كانت تؤتي ثمارها مع الاتحاد السوفييتي السابق، لا تجدي الآن مع روسيا المنفتحة على كل دول العالم، والتي يثق فيها الجميع ويحترم سياستها، بعكس السياسة الأميركية التي لم يعد أحد يثق فيها.

بوتين يقول بثقة إنه لا يمكن عزل روسيا أو إرهابها، وهو يعلم أن الجميع يعلمون ذلك جيداً.

Email