عالم اليوم يختلف اختلافاً جذرياً عن عالم الأمس، بل يمكنك القول إن كل ساعةٍ تختلف عن الساعة التي سبقتها، فالأمر لم يعد يحسب بالشهور والسنوات، بل بالدقائق والثواني، في عالم يلهث وراء التكنولوجيا واختراع كل ما هو جديد، حيث تنسج خيوطها في كل جزء من أجزاء حياتنا، لتصنع أجيالاً وعقولاً جديدة قد لا تمت لسابقيها بشيء، سوى أنهم الأجداد ونحن الأحفاد.

فعندما دخـلـت التكـنولـوجـيا، أو بمعنى آخر «عِلْم الفن والصناعة»، في حياة الإنسان تفاءل الجميع بها، وراهن الخُبراء على أنها ستكون الأداة التي تنقل الإنسان إلى عالم مليء بالسعادة، حيث سيكون ذلك ممكناً بضغطة زر، إلا أن أحداً لم يتوقع أن تسيطر هذه الأزرار على حياتنا، وبدلاً من أن تقُربنا من البعيد أصبحت تبعدنا عن القريب.

وعلى سبيل المثال، هناك التكنولوجيا المتنقلة التي تعتبر محركاً رئيساً لتطّور العلوم جميعها، وتمثل سنداً كبيراً وداعماً لشتى العلوم وكل الأنشطة، فهي تلعب دوراً مهماً في دفع عجلة التعليم والمعرفة نحو آفاق جديدة وطرق حديثة لاكتساب العلم والاستفادة منها بالطرق والظروف المختلفة، فمن الممكن الآن الاستفسار عن المعلومة في مختلف الظروف والأوقات ومن مصادر شتى، فالمعرفة أصبحت عالمية بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

وبالنسبة للهواتف المتحركة، فإن الحاجة إلى التواصل معها مهم في أي وقت وفي أي مكان، حيث يسعى العلماء لاختراع المزيد من تلك الهواتف، ولم يقفوا عند هذا الحد، بل حدث تطّور في المزايا والمزيد من الألعاب ووسائل الترفية الأخرى.

لا نستطيع أن ننكر فضل التكنولوجيا في عصرنا الحديث، حيث سهلت حياتَنا اليومية وجعلتْها مُيسّرة، فالفرد يستطيع أن يُنجز الكثير من الأعمال في أوقات قليلة، وبسرعة فائقة، كما أنها جعلت العالم يبدو كقرية صغيرة، حيث إنك تكون في أقصى الشمال ومن الممكن أن تتصل بشخص في أقصى الجنوب.

وفي الوقت نفسه لا نستطيع أن نَغْفل عن آثارها السلبية العديدة، وعلى الآباء مساعدة أبنائهم في التعرف إلى أهمية التكنولوجيا الحديثة، وكيفية استخدامها بشكل إيجابي.

التكنولوجيا حاجة مُلحِة لا مفر منها، لأننا نعيش عصرها «عصُر التقنية»، لا شك في ذلك، ولا أحد ينكر ذلك. نبدأ يومنا بالتكنولوجيا، وننهيه بها باتت هذه حقيقةً، حيث يتزايد اعتمادنا بشكل مخيف على الكمبيوتر والأجهزة المحمولة.. ولا أستبعد أن يأتي اليوم الذي نخطط فيه لحياتنا وفقاً لما يريده الكمبيوتر.