خطاب الملك.. للإيضاح فقط

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يتوجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، بخطاب للعالم فهنا لا بد من الانتباه، والانتباه الشديد أيضا. فالمملكة كما هو معروف، مقر الثقل الإسلامي وميزانه في العالم قاطبة.

والملك وضع النقاط على الحروف وبكل وضوح، بلا لف ولا دوران، وبدلالات واضحة، وأول من فهمها جيداً هم أولائك المقصودون بكل مفردة من مفردات الخطاب، المسؤولون عن كل المصائب التي حلت بالبلاد العربية والإسلامية، ومن والاهم ومن دعمهم ومن انحاز طرفهم ومن ساهم ولو بقشة كانت سببا في إشعال الفتن، وهدر الدماء وتصفية الأرواح ونشر الفوضى والخراب والدمار.

ما يحدث الآن من إرهاب وشرور في دول عدة، إنما هو مسؤولية جماعية، لشركاء متضامنين، من دول وأحزاب، ومنظمات وتنظيمات، دول امتهنت صناعة وتمويل الفتن، على حساب حقوق أبناء شعبها وقوتهم، لتدعم الإرهاب الخارجي، الذي يمارس قتل النفس التي حرم الله قتلها، وتصفيتها بدم بارد بلا أدنى وخزة ضمير، ويباهى بذبحها كالخراف، وتكدس كالقمامة فوق بعضها، وتلتقط الصور لهذه الجريمة الشنعاء والعار على جبين الإنسانية، المنسوبة للإسلام زوراً وبهتاناً، وتبث للعالم بكل الفخر، وبسيل من الاستدلال بكلام الله من كتابه العزيز، وهو منها براء، فعُميت قلوبهم التي في الصدور، عن قول الله تعالى ((مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا))، فكيف يمكن لمن يسلب الأرواح بغير حق أن يمنح الحياة لغيرها!

وكيف لمن نصب نفسه القاضي والجلاد في آن واحد، أن يمنح الأمان والعدل والاستقرار والطمأنينة والسعادة والحياة الرغيدة لمن يتمنى أن يملك أمرهم وعلى جثثهم!

إن اليد التي اقترفت هذه الكبيرة، قادرة على أن تعيث في الأرض فسادًا وخراباً أكثر فأكثر، بلا بوصلة وبلا رادع أو ضمير ممن مولها ودعمها، وبغباء مستحكم لمن أمِن جانبها، على أنه ولي نعمتها ولن تعض اليد التي مولتها، ونسي أن الدب يوما قتل صاحبه.

خطاب الملك، يدل على أن الأمور أصبحت أكثر وضوحًا، بأوضاع أكثر تردياً، وبما لا يمكن السكوت عليه وتجاوزه، ومكامن البلايا أكثر انكشافا وشفافية، والكل معلوم من معه ومن عليه، وأن زمن النفاق من الدول القريبة قبل البعيدة قد انتهى.. قد أصافحك ولكني بالتأكيد أعرف من أنت، وقد أبتسم لك وأنا على يقين أن ابتسامتك لي تقطر السم الزعاف.

Email