دراستي حول «الجزيرة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعترف بأنني كنت من المتابعين لقناة الجزيرة القطرية، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 في نيويورك، ولم تكن متابعتي لها إعجابا بها، بل على العكس تماما، حيث بدأت الشكوك لدي تتجمع حول هوية وانتماء وأهداف هذه القناة، خاصة بعد أن التقيت باثنين من مذيعيها اللامعين في أبوظبي عام 2002.

ودارت بيننا حوارات كثيرة حول القناة وإدارتها وتوجهاتها، وكانت متابعتي للجزيرة تنصب على كيفية تناولها للقضايا الدولية البعيدة عن أحداث منطقتنا العربية، ولفت انتباهي بشدة الاهتمام البالغ من الجزيرة بالثورات الملونة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.

مثل جورجيا عام 2003 وأوكرانيا عام 2004، حيث كانت تبث القناة الأحداث مباشرة من هناك على مدى أكثر من خمس ساعات يوميا، وبالطبع سألت نفسي، ما سر الاهتمام بهذه الأحداث التي لا تهم المشاهد العربي الذي لا يعرف حتى أين تقع جورجيا وأوكرانيا، ودارت حوارات بيني وبين مراسلي قناة الجزيرة من موسكو الذين كانوا يغطون هذه الأحداث.

وهم أصدقائي بحكم عملي السابق كمراسل تلفزيوني من موسكو، وتجمعت لدي الكثير من المعلومات، فقررت أن أعد دراسة عن هذه القناة آنذاك، وقدمت هذه الدراسة لجهات عديدة، ولم يقبلها أحد، لأن فكرتها كانت تتمحور حول أن الجزيرة جزء من مخطط إعلامي عالمي كان الكونغرس الأميركي قد أقره عام 1997 تحت مسمى «سلاح الإعلام أقوى من الدبابات والطائرات».

ورفض الدراسة كان يرجع بالطبع للشعبية التي كانت تحظى بها الجزيرة آنذاك، والذي جعل البعض يتهمني بأنني خاضع لنظرية المؤامرة.

 منذ أيام استلمت رسالة بالإيميل من جهة نشر في القاهرة كنت قد أعطيتها الدراسة المذكورة عام 2005 ورفضت نشرها، رغم أن هذه الدار نشرت لي من قبل كتابات أخرى، وطلب مني صاحب الدار بإلحاح شديد أن أعيد كتابة الدراسة بإضافة أحداث الربيع العربي وأرسلها له في أقرب وقت.

لكنني ترددت في القبول لأن ما كتبته في الدراسة كان يجب أن يعرف آنذاك منذ نحو ثماني سنوات مضت، والآن لم يعد له القيمة الكبيرة بعد أن انفضحت الجزيرة وانكشف أمرها وذهبت شعبيتها.

دراستي عن الجزيرة كانت تدور حول دور الإعلام في المخطط العالمي الذي انطلق بعد أحداث 11 سبتمبر تحت شعارات مكافحة الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتي أدت إلى الخراب والدمار والفتن الطائفية وإزهاق ملايين الأرواح، هذا المخطط الذي لعبت الجزيرة دورا كبيرا فيه.

Email