مبروك لمصر رئيسها الجديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

مقالي التالي يوم الجمعة المقبل إن شاء الله، سيكون وقد عرف العالم من هو رئيس مصر في هذه الفترة التحولية الحاسمة من تاريخ هذا البلد العظيم، الذي عاش آلاف السنين في قلب العالم مشاركاً في صناعة أحداثه وبناء حضاراته، ولم تستطع أعتى الإمبراطوريات الاستعمارية أن تُهمّش دوره أو تطمس تاريخه أو تحطم قوته، ولم يستطع القادمون من كهوف الظلام من أدعياء الدين الكاذبين أن يحولوا مساره.

أكتب هذا المقال اليوم قبل إعلان اسم الرئيس الجديد لمصر، لأقدم التهنئة للشعب المصري العظيم على هذا التحول التاريخي العظيم. وبغض النظر عمن سيكون الرئيس من المرشحين الاثنين، السيسي وصباحي، وبغض النظر أيضاً عن كل ما دار في المعركة الانتخابية وحملات المرشحين، فإن الصورة العامة جميلة للغاية، والمرشحان يعبّران عن المرحلة الحالية، وكلاهما يعبّر عن مصر وشعبها، وكل ما حدث خلال الحملات الانتخابية للمرشحين من سلبيات وتجاوزات وانتقادات واتهامات وتلاسن، لم يشوه الصورة الجميلة، بل كان أقل بكثير من المتوقع ومما يحدث في معارك انتخابية أخرى، وهذا ما يطمئننا كثيراً على المرحلة القادمة في مصر.

اقتصار المعركة الانتخابية على هذين المرشحين بالتحديد يثبت للجميع، في الداخل والخارج، أن مصر استعادت وعيها، وأن شعب مصر يصعب خداعه والتآمر عليه، ويثبت أن ما حدث في مصر العام الماضي كان إرادة شعبية حقيقية وليس تآمراً أو انقلاباً، كما يدعي الجاهلون. فقد كان باب الترشح للرئاسة مفتوحاً للجميع، ولم يتقدم له سوى الذي رأى في نفسه أنه يعبّر بصدق عن هذا الشعب، أما المتشككون في أنفسهم والذين يعلمون أنهم لا يعبرون عن هذا الشعب ولا هم منه، فقد انسحبوا من المعركة في صمت تام ليقينهم بأن الشعب لن يلدغ مرة ثانية من نفس الجحر.

تحية إلى كل من المرشحين على الصورة المشرفة والحضارية التي قدماها في تنافسهما على الرئاسة، فلم نجد السيسي يتحدث بلغة الواثق من الفوز ولم يستهن بخصمه، بل بدا واقعياً ومتحمساً، وقلقاً أيضاً في حملته وفي عرضه لبرامجه، كما لم يخرج صباحي في حملته عن الحدود ولم يوجه لخصمه أية اتهامات، بل كان بحق منافساً شريفاً ولبقاً ومتحضراً وواثقاً من نفسه في عرض برنامجه الانتخابي، وسيشهد له الجميع بذلك فيما بعد.. أنا على يقين من أن الجميع سيتقبلون نتيجة الانتخابات بصدر رحب، وأنها لن تترك أي آثار سلبية لدى أحد سوى الكارهين لهذا البلد.

Email