صحافتنا الورقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أجل الابتعاد عن نقطة ضعف الصحافة الورقية، المتمثلة في المادة الخبرية البحتة، التي حتى موعد صدور الصحيفة ووصولها إلى المتلقي، يكون المضمون الخبري الذي تتناوله قد أصبح قديماً نسبياً، بفضل ما وصلنا إليه اليوم في عالم التكنولوجيا وتقنية المعلومات.

ومن باب أن الصحيفة الورقية ركن أساسي في عالم الصحافة والإعلام، إضافة إلى كونها عاملاً مهماً لاستمرارية القراءة التي تراجعت كثيراً، يمكننا أن نرتقي بمضمون ما يقدم للمتلقي، من خلال عدم الاكتفاء بتقديم المادة الإخبارية كما هي، بل أن نطورها، ونضيف إليها ما يبعدها عن صبغتها الإخبارية البحتة، لنعطي للقارئ مادة مختلفة تحتوي على قراءة للحدث، أو إضافة خاصة وحصرية لما جاء به الحدث.

في عصرنا لسنا بحاجة إلى قراءة كم من الأخبار التي أحياناً قد لا تعنينا، وتكون في أحيان كثيرة موجودة في صفحات الصحيفة فقط من أجل تغطية مساحة، أو الأخبار التي شاهدناها بالتفصيل على القنوات الإخبارية الفضائية لحظة وقوعها، أو استمعنا إليها عبر المحطات الإذاعية، أو حتى قرأناها على مواقع الإنترنت قبل صدور المطبوعة الورقية، أو نكون قد علمنا عنها ولو من دون تفصيل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهواتف الذكية.

الكم الهائل من المعلومات الموجهة، وغير الموجهة التي نتعرض لها، ويتعرض لها المتلقي، بحاجة إلى قراءة عميقة لنستخلص منها ما نريد أن نبرزه، وما لا يستحق منا عناء كلفة طباعته وإبرازه، فالصحافة الورقية اليوم يجب أن تركز على ما هو خاص ونوعي، فالحدث الذي وقع قبل ساعات علينا أن نتناوله بشكل مميز ومختلف، فإضافة إلى الصور التي تكون أبلغ من الكلام في حالة الحدث المؤثر، فإن الإنفوغرافك يقدم معلومة بشكل سلس، ويجذب القارئ، كذلك فإن ما يتناول أبعاد الحدث يكون في صلب ما نريد أن نبرزه، لنظهر ما هو خاص ومختلف، ويدعم الفكرة التي نريد أن تصل.

ويكون تميز الصحيفة الورقية من خلال التركيز على الحوارات الخاصة والتقارير والانفرادات، من دون النظر إلى كم الصفحات، وإنما نوعية ما تتناوله.

نحن بحاجة إلى القراءة، ولا يمكننا الاستغناء عن الصحافة الورقية، رغم كثرة الآراء التي تتحدث حول جدواها ومستقبلها في ظل ثورة المعلومات والتكنولوجيا والإعلام الرقمي، ولكن مع تطويرها لتتناغم مع تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا، ولتستمر في دورها الرئيس بمد القارئ بما يستحقه.

Email