حكم «الإخوان» كان ضارة نافعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يختلف كثيرون على أن العام الذي قضته جماعة الإخوان في الحكم كان من أسوأ الأعوام التي مرت في تاريخ مصر حتى الآن، بما تسبب من الأضرار من ضحايا وخسائر مادية ومعنوية وخلايا إرهابية تم زرعها ونشرها في أطراف البلاد، وتحتاج مصر لوقت طويل لمحو آثار هذا العام الأسود في تاريخها.

لقد كان حكم جماعة الإخوان بمثابة كابوس مرعب ومدمر بكافة المقاييس، ولو بقوا في الحكم أكثر من ذلك، ولو لعام واحد آخر، لتحولت مصر إلى ما هو أسوأ من أفغانستان ومن سوريا والعراق.

لكن شاء الله العلي القدير أن تفيق أرض الكنانة وبسرعة من هذا الكابوس وتنتفض ضد هذه الجماعة الإرهابية التي كذبت أعواماً طويلة على الله وعلى العباد بارتداء قناع الدين وإخفاء قناع الإرهاب والعمالة لأعداء العروبة والوطن، ليكشفها الله ويفضح سرها وسر من وراءها ممن يمولها ويدعمها من جهات أجنبية وعربية.

لكن رغم كل الأضرار فإن ما حدث ينطبق عليه القول «رب ضارة نافعة»، حقاً، لقد كان وصول الإخوان للحكم في مصر هو الضارة النافعة التي كشفت هذا الوباء والخطر الذي كان كامناً في كهوف الظلام يترصد لتدمير الوطن العربي كله بدءاً بمصر الكبيرة ثم أشقائها العرب جميعاً من بعدها..

وساعد حكمهم لمصر لمدة عام واحد على كشف خيوط المؤامرة الكبرى التي كانت تحاك للأمة العربية كلها، وانكشف الأعداء وأعوانهم وعملاؤهم في الداخل والخارج، أيضاً وحد حكم الإخوان شعب مصر الذي كان منقسماً بشدة بعد ثورة 25 يناير عام 2011 بين قطاعات كبيرة لا يجمعها إطار أو طريق أو هدف واحد، فجاءت هذه الجماعة للحكم لتوحد الشعب ضدها وضد من وراءها.

عام من حكم الإخوان في مصر نبه الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج إلى خطر هذه الجماعة التي امتدت خيوطها إلى العديد من البلدان العربية الشقيقة، فباتت عدواً مشتركاً يوحد العرب الذين لم توحدهم من قبل العديد من المخاطر والأعداء والتهديدات، لقد تنبه العرب للخطر الكبير القادم في مصر والقادم منها مع حكم الإخوان، فهبوا يدعمون مصر ويقفون معها وقفة الرجال، ليدرؤوا عنها وعن أنفسهم هذا العدو المشترك الذي يستهدف هو ومن وراءه الأمة العربية كلها.

إنها حقاً «ضارة نافعة»، إذ لو لم يصل الإخوان للحكم في مصر وتظهر فضائحهم وجرائمهم وتنكشف أكاذيبهم، لما توحد الشعب المصري كله بهذا الشكل، ولما أتيحت الفرصة للأشقاء العرب في الإمارات والسعودية والكويت أن يعبروا عن حبهم لشقيقتهم الكبيرة مصر وشعبها بهذه الروح الصادقة الفياضة، ولما انكشفت الأقنعة الكاذبة عن الآخرين الذين يدعمون هذه الجماعة الإرهابية وهم يعلمون علم اليقين أنها تخدم مصالح أعداء العرب والمسلمين.

 

Email