لماذا كل هذا الإجرام «الإخواني»؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن أعلن المشير السيسي عن قراره بالترشح للرئاسة في مصر، حتى جن جنون جماعة الإخوان فانطلق مجرموها مسعورين، يطلقون النار ويشعلون الحرائق ويخربون المنشآت، ولا يتوانون عن توجيه رصاصاتهم الغادرة للأبرياء في الشوارع، ويقتلون الفتيات، ليكشفوا عن إجرامهم وإرهابهم الذي كانوا يخفونه ويدعون أنهم دعاة دين وسلام ونهضة لمصر.

عندما يلجأ الإخوان لهذا الإرهاب والعنف، فإن هذا يعني بالقطع أنهم لا يحلمون بالعودة مرة أخرى للحكم في مصر، ولا يفكرون إطلاقا في العودة لممارسة الحياة السياسية الطبيعية، أي أنهم حسموا أمرهم بأن يخلعوا الأقنعة ليكشفوا عن وجههم الإجرامي الحقيقي، الذي تأسست عليه جماعتهم وتنظيمها السري في القرن الماضي.

هذا الإجرام الإخواني الذي نراه ليس نوعا من اليأس أو الانتحار السياسي كما يعتقد البعض، بل هو الدور المكلف به التنظيم الآن بعد أن فقد الموجهون له في الخارج أي أمل في عودته للحياة السياسية. لقد أصبحت جماعة الإخوان، بالنسبة للجهات الأجنبية التي تمولها وتوجهها لتحقيق مصالحها، أشبه بالورقة المحروقة، بعد أن أصبحت مرفوضة تماما من الشعب الذي كان منذ أقل من عامين يرفض تماما "حكم العسكر"..

والآن يهلل فرحا لأن المشير السيسي "وافق" على الترشح للرئاسة، ذلك أن هذا المشير العسكري هو الذي أنقذ هذا الشعب من كابوس حكم الإخوان الأسود، الذي استمر قرابة عام كامل شهدت فيه مصر من الكوارث والدماء والقتل والمهازل والتراجع والانحطاط ما لم تشهده في تاريخها.. فماذا لو لم يقف السيسي وقفته الشهيرة الحاسمة في الثالث من يوليو الماضي ليعزل هذا النظام الإجرامي من الحكم!

الإخوان كانوا يخدعون الناس طيلة العقود الماضية بأنهم دعاة دين وإصلاح وتنمية، وبأنهم قادرون على إدارة البلاد ونهضتها، لكنهم لم يتحملوا ما جرى لهم في 30 يونيو بعد أن تم إقصاؤهم تماما عن الساحة السياسية، فألقوا أقنعة الدين والسياسة والبناء والتنمية، وكشفوا عن وجوه الإرهاب والإجرام والدمار...

وذلك بتكليف وتمويل من الجهات الخارجية التي ترى أنهم لا يصلحون الآن في شيء، سوى في الإرهاب وزعزعة أمن واستقرار مصر وإيقاف عجلة البناء والتنمية فيها، ومنعها من استعادة مكانتها العربية والإقليمية والدولية التي حرموها منها على مدى العقود الأربعة الماضية.

هذا الإجرام الإخواني لا حل له سوى المواجهة الأمنية والعسكرية القوية والحاسمة، ولا مجال هنا للمساومة وللأنفس والأيدي المترددة والمرتعشة، ولا مجال على الإطلاق للخوف والخشية من الضغوط الخارجية ودعوات حقوق الإنسان الكاذبة. ولنتذكر رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون" وهو يواجه بشدة وحسم المظاهرات والاحتجاجات في لندن، قائلا "عندما يتعلق الأمر بأمن البلاد فلا تحدثني عن الديمقراطية وحقوق الإنسان"..

Email