خطوة فلسطينية هامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

خطوة فلسطينية كانت مطلوبة منذ أن حصل الفلسطينيون على عضو مراقب في الأمم المتحدة، أجلتها القيادة لإعطاء مفاوضات السلام فرصة، على أمل أن تثمر، ولو عن الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي.

ومع الضغوط الأميركية التي مورست على القيادة الفلسطينية من أجل العودة إلى المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين، ومن ثم المباشرة والآن التمديد، إلا أن التعنت والأكاذيب والمناورات الإسرائيلية وعدم التزام إسرائيل بأي تعهدات حتى ولو كانت برعاية أميركية، دفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مراعاة المزاج الفلسطيني العام، والإقدام على اتخاذ قرار الانضمام إلى منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية.

تنصل دولة الاحتلال من الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى، كان القشة التي قصمت ظهر البعير، والدافع الرئيس لتوجه الفلسطينيين نحو الحق والاستحقاق الوطني بالانضمام إلى 15 معاهدة دولية و63 منظمة دولية، خاصة أن الرأي العام الفلسطيني ضاق ذرعا بتأجيل هذا القرار، والذي نتمنى أن لا يكون مجرد خطوة احتجاجية بحتة تنتهي بمقايضة العدول عنها بالإفراج عن الأسرى والمضي في التمديد.

ورغم إعلان الرئيس الفلسطيني أن هذه الخطوة ليست موجهة ضد واشنطن وليست لمواجهة أحد، مع تأكيده الاستمرار في المفاوضات واستغلال كل لحظة متبقية قبل الموعد المحدد لانتهائها وهو 29 إبريل الجاري، مع الاحتفاظ بحق المقاومة الشعبية السلمية، إلا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي ثمن عباس جهوده "الخارقة" من أجل تمديد مفاوضات السلام من خلال لقائه بالقيادة الفلسطينية 39 مرة، لم يراع التنازلات الفلسطينية بشأن ذلك، ويبدو أنه لم يراع أن القيادة الفلسطينية وافقت على تأجيل التوجه لمؤسسات الأمم المتحدة فقط من أجل الإفراج عن الأسرى وتسهيل المفاوضات.

فقد ألغى الوزير كيري زيارته التي كانت مقررة إلى رام الله، ردا على الخطوة الفلسطينية واستمرارا في فرض الضغوط التي تتماشى مع إملاءات إسرائيل، التي لم تلتزم حكومتها يوما ولم تراع حتى عدم إحراج كيري في أي من زياراته للمنطقة.

ومع ذلك فإن إسرائيل كعادتها راحت تتهم الفلسطينيين بتفجير المفاوضات، وكأن كل شيء كان على ما يرام حتى لحظة القرار الفلسطيني المتأخر، ووصفته بأنه "خرق فاضح" للاتفاقات بين الجانبين!

ومن خلال الموقف الأميركي المتناغم مع الإسرائيلي الذي لا يتوانى عن التهديد والوعيد، على الفلسطنيين أن يتمسكوا بخطوتهم ويمضوا فيها، تزامنا مع إعادة ترتيب بيتهم الداخلي، من خلال استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام، لمواجهة التحديات التي ستفرض على الشعب الفلسطيني، ومن أجل دفع الوسيط الأميركي المنحاز للمحتل، إلى الالتزام بالشرعية الدولية، وعدم العبث بمرجعيات عملية السلام.

Email