لماذا يدعمون الإخوان؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، اندحرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر وفر أعضاؤها هاربين للخارج، لأنه لم يكن هناك من يدعمهم ويؤيدهم داخل مصر أو خارجها، على الرغم من أن الشعب المصري آنذاك لم يعانِ منهم بشكل مباشر مثلما حدث أخيراً، بل كانت خطورتهم فقط على السلطة ونظام الحكم.

مع ثورات الربيع العربي صعد نجم "الإخوان" ووصلوا الى الحكم في مصر وتونس، وشجع صعودهم خلايا تنظيمهم الدولي للنشاط والحركة في بلدان الخليج العربي، التي كانت تؤوي الكثيرين منهم منذ القرن الماضي كضيوف، لكنهم لم يحترموا حق الضيافة ومارسوا أنشطتهم التنظيمية السرية والتخريبية في هذه البلدان التي اضطرت لمواجهتهم وتصنيفهم كإرهابيين.

ما فعله "الإخوان" منذ توليهم الحكم في مصر وتونس حتى الآن، أسوأ بكثير مما فعلته الأنظمة الحاكمة لسنوات طويلة، والتي قامت ضدها ثورات الربيع العربي.. يكفيهم فيما فعلوا أن جعلوا معظم الشعب المصري يحلم بالعودة لنظام مبارك، بعد أن كان فخورا كل الفخر أمام العالم كله بإسقاطه! لقد شعر المصريون مع حكم الإخوان أنهم يعيشون كابوسا مرعبا يحلمون بالاستيقاظ منه قبل أن يدمر حياتهم ووطنهم، يكفي الإخوان ما زرعوه خلال عام واحد من آلاف الإرهابيين والمرتزقة المجرمين في سيناء وكل أنحاء مصر، والذين يعيثون في البلاد قتلا وخرابا حتى الآن.

رغم كل هذا نرى من يؤيد الإخوان ويدعمهم من الدول العربية والإقليمية والأجنبية، ولا يستحي أن يفعل ذلك علنا، رغم علمه بأن هذا الأمر سيغضب جيرانه وأشقاءه من العرب، والسؤال: لماذا يدعمون "الإخوان"؟

لا يمكن لعاقل أن يتصور أن هذه الدول تدعم الإخوان إيمانا منها بحقهم في الحرية والتعبير عن رأيهم وممارسة حقوقهم السياسية، ولا إيمانا بالشعارات الدينية الكاذبة التي يرفعونها، خاصة أن الدول الداعمة للإخوان أبعد ما تكون عن الشريعة الإسلامية السمحاء، فما بالنا بالولايات المتحدة التي دمرت بلاد المسلمين وقتلت منهم الملايين!

أنظمة الحكم التي تدعم "الإخوان" وتضحي من أجلهم بجيرانها وأشقائها، تفعل ذلك بتكليف من أعداء العرب والإسلام، هذه الأنظمة التي قبلت أن تضحي بجيرانها وأشقائها، ولا تعير اهتماما لمصالحهم وأمنهم، هذه الأنظمة التي لم تستشر شعوبها في ما تفعله تجاه أشقائهم، وذهبت تنفذ أجندات أجنبية سرية وغامضة، هذه الأنظمة التي لا ترى أبعد من أنوفها..

والتي أغرتها القوة المزعومة للولايات المتحدة، التي لم تنفع غيرهم من الأنظمة التي ارتمت من قبل في أحضان الأميركان، ولم تنفعها واشنطن بعد ذلك عندما داستها أقدام شعوبها، مثل هذه الأنظمة تتضاءل أمامها الفرص للعودة لرشدها أمام عنادها وإصرارها على مواقفها الخاطئة، وسيأتي قريبا اليوم الذي تندم فيه على ما فعلت عندما لا ينفعها الندم.

 

Email