عندما سقطت التفاحة فوق رأس نيوتن لم يقل سقطت التفاحة ولم يأكلها، بل قال كيف سقطت، ولماذا سقطت، حيث أحدثت هذه التفاحة ثورة في تطور الإنسان باكتشاف نيوتن للجاذبية ووضع قوانين لها.
فالتفاحة الآن هي العلامة التجارية المسجلة باسم شركة آبل الأميركية، الشركة التي قادها الأسطورة «ستيف جوبز»، والذي قدم الكثير لعالم التقنية وأفاد المجتمع الإنساني كثيراً.
كان هناك قاسم مشترك مّيز ستيف عن غيره من مؤسسي الشركات في العالم لدرجة أنه أصبح مثلاً يُقتدى به في ذلك، من خلال غرسّه معنى أهمية التجديد والتغيير في قلوب الشباب والشابات المُقبلين على الحياة العملية.
هذا الفهم وهذه الرؤية هما ما جعل العالم يرى في منتجات آبل إحساساً من نوع ما. إحساساً قائماً على الإبداع والتفكير بشكل مختلف يدمج بين حب الإبداع والتكنولوجيا وتقديم الخدمة، كانت معرفته هي مصدر إبداعه، فاختصرها في جملة واحدة «فكر بطريقة مختلفة».
دخل جوبز لفصل دراسي واحد، لكنه رسب فيه فترك الجامعة قائلاً: «بعد ستة شهور لم أجد لها قيمة.. لم يكن لدي تصّور عن الهدف الذي أريد تحقيقه في حياتي ولا عن فائدة الجامعة»، ولذلك قررت التوقف، كان الأمر مخيفاً لي، لكنني أرى الآن أنه أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي.
أسس ستيف جوبز مع مبرمج الكومبيوتر ستيف وزنياك عام 1976 شركة آبل. بدأت الشركة في تجميع وبيع أجهزة بسيطة. استمر نجاح جوبز الذي اشتهر بمؤتمراته التي يستعرض فيها منتجات آبل الجديدة بمهارة ، ليأتي نجاح آبل التالي في مُنتج بعيد عن مجال الكومبيوتر.
لذا قّدم في 2001 جهاز أيبود الذي أثار ضجة كبيرة حينها بحجمه الصغير وتصميمه الأنيق. بدأت الإثارة الحقيقية بعدها في عام 2007 حين أعادت آبل اختراع الهاتف الجوال باختراعها جهاز أيفون. ثم ظهر بعدها جهاز أيباد في 2010.. ليفتح عالماً جديداً هو عالم أجهزة الكومبيوتر اللوحية.
وكان من أهم المهام التي حملها «جوبز» على عاتقه وقرر أن يقوم بها هي أن يحول «آبل» إلى شركة عملاقة وهو الأمر الذي حققه بالفعل، وتقديراً لستيف جوبز قال الرئيس الأميركي عنه: «ستيف من أعظم المبتكرين الأميركيين، ولديه من الشجاعة والجرأة الكافية ليعتقد أنه قادر على تغيير العالم».
إنّ التفاحة قد سقط جذعها. مع أنّ جذرها ضارب في الأرض. ربما يفكر مستخدمو شركة «آبل»، في أن يحذوا بعضهم نحواً في ابتكاره.. فلا يتوقف هذا المُنحّز عند الذي بين أيديهم.
إنّ موت المُخترعين الذين قدّموا للبشرية منجزات تسهل الحياة بين أيديهم يُعتبر خسارة، لكن ربما لن تبّخل عِرصات الحياة، من ظهور مثل ستيف، الذي قدم التفاحة للناس، ثم تنحّى عن طاولة التهامها.