مخالفة بسبعة دراهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

عنوان يتسم بالغرابة والتساؤل عن سر الـ7 دراهم قيمة هذه المخالفة، بينما يكون الكثير من المخالفات عادة بمئات الدراهم، وهو بالفعل ما أصابني بالدهشة والاستغراب من قيمة هذه المخالفة، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.

كان ذلك في لقائي مع أحد الإخوة المتقدمين للحصول على رخصة قيادة مركبات، حيث يطلب من المتقدمين حضور عدد معين من المحاضرات في القواعد المرورية. وفي حديثه، قال: إن أحد المدربين كان يشرح أنواع المخالفات وقيمها، وأخبرهم بأن هناك مخالفة بـ7 دراهم. حقيقة لم أبحث عن مصدر هذه المخالفة، ولكن أعجبني المبدأ.

ولمن يتساءل عن نوع هذه المخالفة، لا بد أن أخبركم بأنها لمن يستخدمون "النسوار" أو "اللبان" من الآسيويين، وهو نوع من أنواع التبغ يوضع في الفم، ويجعل من يستخدمه يبصق على الأرض دائماً، أجلكم الله، ما يسبب تلون الأرض أو الجدار باللون البرتقالي أو الأخضر. ومما سمعت أن من يضبط بهذا الفعل تحرر له مخالفة بـ 7 دراهم فقط. قد تلاحظون أنها قليلة القيمة لكنها ثقيلة في التسديد، لأن المخالف يقوم بتسديد درهم في كل إمارة، ودون توكيل أي شخص ينوب عنه.. ونعلم جميعاً الوقت والمسافة التي عليه أن يقطعها لسداد هذه المخالفة.

بعد تفكير طويل في الكثير من المخالفات التي يقوم بها البعض، وخصوصاً السائقين، وجدت أن بعض المخالفات لا يجدي نفعاً مهما وضع له من قيمة أو حجز للمركبة، لأن الكثيرين قادرون على دفعها، والبعض يملك أكثر من سيارة..

وأخص هنا ما شاهدته قبل أيام في زحمة الصباح، حيث كان هناك بعض من السائقين يستغل كتف الطريق لتجاوز الزحمة، ما جعلهم يتسببون في زحمة أخرى، معرقلين إحدى سيارات الإسعاف التي تحاول أن تمر بأسرع وقت، وهي على الأغلب تحمل شخصاً مصاباً أو مريضاً بحاجة لأن يصل إلى المستشفى، أو أنها في طريقها إلى حمل مصابين. إن الدقيقة الواحدة في تأخير سيارة الإسعاف تمثل حياة أحد الأشخاص، قد لا يكون مهماً لهذا السائق الأرعن الذي ضرب بقانون الطريق عرض الحائط، ولكنها مهمة لحياة أسرة بكاملها قد يكون هو معيلها الوحيد، وهناك مخالفات كثيرة أخرى، ولكني ذكرت هذه هنا لأهميتها.

لذلك، لا بد من وضع قانون لمثل هذه المخالفات كما في المخالفة السابقة، ليعرف ويفكر هذا الشخص في حجم مخالفته، ولتكون له كعقاب يجعله يفكر مرات كثيرة قبل ارتكاب مثل هذه المخالفة أو أي مخالفة أخرى.

واقتراحي على دوائر المرور، هو أن تقوم بتفعيل دور الجمهور، ليكون عوناً لها في رصد المخالفين، بتصويرهم وإرسال الصور إلى رقم تخصصه لمثل هذه المخالفات..

ولا يسعني هنا إلا أن أقدم كل الشكر لرجال الشرطة على جهودهم الكبيرة التي يبذلونها في جعل طرقاتنا آمنة، وتعاملهم بكل احترافية مع حوادث المرور، ويقظتهم الدائمة لرصد المخالفين.

Email